تركيا تستبق نوروز بدعوة "العمال الكردستاني" لإلقاء السلاح

01 فبراير 2015
التمسّك بالحكم الذاتي أفشل محادثات أوسلو (فرانس برس)
+ الخط -

يبدو أنّ عمليّة السلام التي تجري بين الحكومة التركيّة وحزب "العمال الكردستاني" تمرّ بمرحلة مفصليّة، بعد اجتماع رفيع المستوى عقدته الحكومة التركية، الخميس الماضي، لمناقشة العملية، برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
ودام الاجتماع، الذي عقد في مقر رئاسة الوزراء، في العاصمة التركيّة أنقرة، نحو ساعتين، وحضره نواب رئيس الوزراء يالتشين آكدوغان، ونعمان قورتولموش، وعلي باباجان، إضافة إلى وزير الدفاع عصمت يلماز، ووزير العدل بكير بوزداغ، ووزير الداخلية إفكان آلا. ومن بين المشاركين أيضاً، رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ومستشار رئاسة الوزراء كمال معدن أوغلو، ومستشار النظام العام والأمن، محمد درويش أوغلو، فضلاً عن مستشار وزارة الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو، ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية ماهر أونال.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت دعت فيه الحكومة التركيّة، حزب "العمال الكردستاني" لإعلان إلقاء السلاح في عيد نوروز في مارس/آذار من العام الحالي. ويشير أكدوغان إلى أنّ رسالة رئيس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في عيد النوروز هذا العام، يجب أن تتضمن خطوات إضافية. ويقول: "الرسالة المطلوبة في عيد نوروز هذا العام هي أن يتم اتخاذ خطوات أكثر من قبل "العمال الكردستاني"، والدعوة إلى إلقاء السلاح"، مضيفاً "يجب أن تحتوي الرسالة تعبيراً عن مرحلة انتقالية استعداداً لإلقاء السلاح".

ويرى أكدوغان أنّه "لا بدّ من الدعوة إلى القاء السلاح وإنهاء أي عمليات عدائية ضد تركيا"، متابعاً: "أؤمن أنّه سيكون هناك معنى كبير لدعوة مماثلة، ونعرف أنّ دعوات أوجلان كانت مخيبة من وقت لآخر".
ولم يفت أكدوغان الإشارة، رداً على سؤال في مقابلة تلفزيونية، إلى أنّ "لأوجلان دوراً بالتأكيد في ذلك"، معتبراً أنّ "لديه نفوذاً كبيراً في التنظيمات التابعة للعمال الكردستاني، وهذا لا يعطيه الجدارة، لكن لا ينبغي بالضرورة الاستهانة به".

ويشير إلى أنّ "هناك تنظيماً، فإن قام بإلقاء السلاح بناء على دعوة أوجلان، فهذا يعني أن لديه دوراً يلعبه، ومع ذلك، نحن نعلم بأنه لطالما خُذل من قبل التنظيم من وقت لآخر".
وكانت هيئة حزب الشعوب الديمقراطي، الجناح السياسي للعمال الكردستاني، قد أصدرت تحذيراً مشتركاً بشأن عملية السلام، عقب اجتماع عقدته مع قيادات "اتحاد المجتمعات الكردستاني"، المظلة التي تعمل تحتها جميع التنظيمات التابعة للعمال الكردستاني، في مقر الأخيرة في جبال قنديل، شمالي العراق.

وتمّ وفق بيان مكتوب، أصدرته الهيئة، وضع جدول زمني للتفاوض، في موازاة تحذير الحكومة التركيّة من المماطلة والخداع. ولم يتأخر أحد أهم قيادات العمال الكردستاني في جبال قنديل، جميل بايك، عن التهديد بأنّ الحزب سيقوم بإنهاء العمل بمسودة "عملية السلام والتفاوض الديمقراطي" في حال لم تلتزم أنقرة بالجدول الزمني المتفق عليه، حاثاً الحكومة التركية على "وقف إضاعة الوقت والمضي في عملية التفاوض نحو حلّ دائم".

وكانت الهيئة التابعة لحزب "الشعوب الديمقراطي" قد نقلت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن أوجلان، قوله إنه "ناقش مع وفد حكومي تفاصيل المسودة التي اقترحها الأخير للسلام، بعنوان: مسودة عملية السلام والتفاوض الديمقراطي، وتوصل الطرفان إلى اتفاق حول إطار عملية التفاوض التي ستبدأ قريباً. ويتكوّن الإطار التفاوضي الذي تم الاتفاق عليه من ثلاثة أبواب رئيسية: مقترحات للحل، والمفاوضات وخطة العمل".

وتختلف التسريبات عما إذا كان جدول المفاوضات يحتوي بنداً لمناقشة أمر الحكم الذاتي للمناطق ذات الأغلبية الكردية في تركيا أم لا، في وقت تؤكّد فيه مصادر مرتبطة بـ"الشعوب الديمقراطي"، أنّ مسودة المطالب الرئيسية الثلاثة لـ"اتحاد المجتمعات الكردستانيّة" للمضي قدماً في عملية السلام، هي: الاعتراف بالهويّة الكرديّة في الدستور، وحقّ التعليم باللغة الأم، وإقرار الحكم الذاتي".

ويشدّد أحد مستشاري داود أوغلو، حاتم إفي، على أنّ "الحكومة بدأت عملية التسوية مع العمال وذراعه السياسية، حزب الشعوب الديمقراطي، في ما يخصّ عملية السلام، نتيجة لتخلي الأخير عن مطلب الحكم الذاتي الذي عرقل المفاوضات في وقت سابق". ويوضح، وفق ما أورده خلال مؤتمر صحافي عُقد في مدينة إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، أنّ "عملية التسوية بدأت بعدما تعهد أوجلان، زعيم العمال وحزب الشعوب الديمقراطي، بعدم المطالبة بالحكم الذاتي في نهاية العملية"، مشيراً إلى أن "فشل محادثات أوسلو التي عقدت بين عامي 2009 و2011، جاء نتيجة تمسك العمال بالحكم الذاتي".

المساهمون