تركيا ترفع أسعار أكياس البلاستيك فتحمي البيئة

01 يناير 2019
ترتفع نسبة الأكياس البلاستيكية في البحر (سيبنيم كوسكن/ الأناضول)
+ الخط -

في مطلع العام الجديد، تسير تركيا على خطى نحو 40 دولة في العالم، في اتجاه حظر استخدام الأكياس البلاستيكية، نظراً إلى الآثار السلبية التي تخلفها في حياة الإنسان وكذلك لدى الحيوانات وفي الهواء والمياه. وفي أواخر عام 2018 المنصرم، كشف وزير البيئة والتخطيط العمراني في تركيا، مراد كوروم، عن خطّة تهدف إلى حماية البيئة من خلال خفض استخدام الأكياس البلاستيكية ورفع ثمن الواحد منها إلى ربع ليرة تركية (نحو 0.04 دولار أميركي) كخطوة أولى لخفض الاستخدام والوصول لاحقاً إلى الحظر. وقد أوضح كوروم أنّ متوسط استخدام الشخص الواحد لأكياس البلاستيك سنوياً يبلغ 440 كيساً، بينما تسعى البلاد إلى خفض استهلاك أكياس التسوّق البلاستيكية إلى 40 كيساً للشخص الواحد بحلول عام 2025، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من آثارها السلبية.

وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم قد تقدّم أخيراً باقتراح قانون إلى رئاسة البرلمان، لإجراء بعض التعديلات، من بينها الشروع في رفع سعر أكياس التسوق البلاستيكية وتحفيز الخطوات الإيجابية للبيئة وإدارة النفايات. وأشار كوروم إلى أنّ حجم النفايات البلاستيكية في البحار سوف يتجاوز عدد الأسماك بحلول عام 2050، لذلك "سوف نزيد الغرامات على السفن والشركات التي تلوّث البحار خمسة أضعاف معدّلاتها الحالية"، مؤكداً "لن نسمح لأحد بتلويث بحارنا".

من جهته، يرى الباحث في الشؤون التركية إسلام أوزجان أنّ بلاده "تأخرت في اتخاذ هذا القرار، لكنّني آمل بأن تتبعه قرارات أخرى أكثر حزماً. فالتلوّث في المدن الكبرى، خصوصاً في إسطنبول، يأتي على معظم ما تبذله الدولة من أعمال تحافظ على البيئة كزرع الأشجار في الأحياء وعلى جوانب الطرقات وعلى بناء حدائق". وعن توافق القرار مع قرارات الاتحاد الأوروبي، يقول أوزجان لـ "العربي الجديد" إنّه "أقلّ منها. ولأنّ بلادنا لن تتوقف عن السعي للانضمام إلى الاتحاد، فلا بدّ من اتخاذ قرارات أخرى كالحدّ من عدد السيارات في المدن الكبرى، والبدء في التخلي عن السيارات العاملة على الديزل، في مقدمتها الشاحنات، وفرض شروط على السفن التي تعبر البحار والمضائق التي تطل عليها تركيا".




ويشيد أوزجان بـ"وعي الشعب التركي الذي يرحّب بقرارات مماثلة، لأنّها تنعكس إيجاباً على صحته وسلامته، خصوصاً أنّ الأكياس البلاستيكية تلوّث الهواء والمياه وتؤثّر على حياة الإنسان والحيوانات البحرية. وترتبط مخاطر الأكياس البلاستيكية بأنّها تُصنّع من الموادّ الأولية المستخرجة من النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم"، شارحاً أنّ "الوحدات الأولية التي تشكّل البلاستيك تسمّى بوليمرات (وحدات البناء المتكررة). وهذه البوليمرات عبارة عن سلاسل كيميائية عملاقة تتكوّن من هيدروجين وكربون وأكسجين ونيتروجين وكلور".

والأكياس البلاستيكية تلوّث المساحات المفتوحة إذ إنّها تتطاير بسبب وزنها الخفيف، وتؤثّر على نموّ النباتات بسبب حجبها الشمس والهواء. كذلك تؤدّي إلى نفوق الحيوانات التي تأكلها، خصوصاً الأبقار والأغنام، فضلاً عن الآثار السلبية على الحيوانات البحرية. ويقدَّر عدد الحيوانات البحرية التي تنفق سنوياً بسبب هذه النفايات بنحو مليون طائر بحري ونحو مائة ألف حوت وفقمة. أمّا الخطر الأكبر فينتج عن الحرق، إذ يؤدّي احتراق الأكياس البلاستيكية إلى تلويث الهواء بالغازات السامّة والضارّة بصحة الإنسان، مثل الفورمالدهيد والبنزالدهيد وسيانيد الهيدروجين والأمونيا وأوّل أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وبعض المركبات الهيدروكربونية الطيّارة وغيرها. وتؤدّي هذه الموادّ إلى أمراض مختلفة كالحساسية وأمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي والجهاز الهضمي وأمراض القلب والكبد والكلى وغيرها.




تجدر الإشارة إلى أنّ تركيا تستخدم أكياس البلاستيك أو النايلون بشكل كبير وملفت لأغراض التغليف، علماً أنّ البلاستيك يصنَّف من ضمن 20 منتجاً من أخطر المواد في أثناء عملية التصنيع. والأكياس البلاستيكية المستخدمة في التسوّق أو لحفظ المواد الغذائية مصنّعة بكلّ أنواعها من مشتقات البترول والمواد الكيميائية.
دلالات
المساهمون