اتهمت تركيا، اليوم الاثنين، اليونان، بـ"القرصنة"، وحذرت من أنها ستتصدى لجهود أثينا المزعومة لعسكرة الجزر القريبة من ساحلها، في أعقاب مزاعم بأن الدولتين الجارتين تحشدان قوات في إحدى هذه الجزر في انتهاك للمعاهدات.
وعلّق المتحدث باسم الحزب الحاكم في تركيا عمر جليك، في مؤتمر صحافي، على تقارير إعلامية تزعم أن اليونان أرسلت جنوداً بشكل سري إلى جزيرة كاستيلوريزو، الواقعة على بعد 600 كيلومتر من البر الرئيسي اليوناني وعلى بعد كيلومترين من الساحل التركي. واستنكر الخطوة المزعومة، ووصفها بأنها "نموذج جديد للقرصنة"، قائلاً إن "توجيه البنادق نحو سواحل تركيا حماقة".
ووصف جليك كذلك الاتفاقية الأخيرة بين قبرص الرومية وفرنسا في مجال التعاون الدفاعي، بأنها اتفاقية "قرصنة" في نظر أنقرة، موضحاً أن "الطرفين وقّعا الاتفاقية في 4 إبريل/ نيسان 2017، لكنهما لم يُدخلاها حيز التنفيذ لغاية 1 أغسطس/آب 2020، وأعلنا عن الاتفاقية بتاريخ 15 أغسطس، كما أن الجانب الرومي لا يتمتع بحق تمثيل الجانب الآخر من الجزيرة". واستطرد "وبالتالي، فهي اتفاقية قرصنة منذ بدايتها، حيث لا يحق لقبرص الرومية توقيع اتفاق كهذا، وفي الوقت ذاته تعتبر انتهاكاً للموازين التي تأسست نتيجة اتفاقيات 1960 في الجزيرة".
وشدد على تبني فرنسا مواقف تحريضية في شرق المتوسط، قائلاً: "إذا كان اليونانيون والقبارصة الروم يعتقدون أنهم قادرون على تشكيل وضع جديد شرقي المتوسط من دون التوصل إلى اتفاق مع تركيا وشمال قبرص، فإنهم مخطئون مائة بالمائة".
ودعا في هذا الصدد كلاً من اليونان وقبرص الرومية، "للتخلي عن معاداة تركيا وشمال قبرص، إن كانتا تسعيان للسلام في شرقي المتوسط، حيث تعتبر تركيا وشمال قبرص أصدق شريكين وأكثرها وفاءً بوعودهما على طاولة الحوار". وأضاف: "لكن من جهة أخرى، لن نتنازل عن قطرة ماء واحدة من وطننا الأزرق للأطراف الرامية لاغتصاب حقوقنا ومصالحنا شرقي المتوسط".
وشدد على أن الفعاليات التي تجريها تركيا في المنطقة هي ضمن حدودها المائية، ولا تخص اليونان أبداً، قائلا: "إنها تجري ضمن حدودنا التي أبلغنا الأمم المتحدة بخصوصها".
وتابع: "سفن أوروتش رئيس، وياووز، وخير الدين بربروس باشا، تجري أنشطة التنقيب ضمن وطننا الأزرق، وتقوم القوات البحرية التركية بحمايتها خلال أدائها مهامها".
وعلى الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها ألمانيا، فإن تركيا واليونان حليفتا حلف شمال الأطلسي (الناتو) تخوضان مواجهة خطيرة بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الطاقة في البحر، والتي اندلعت عندما أرسلت تركيا سفينة أبحاث مصحوبة بسفن حربية للبحث عن احتياطيات الغاز والنفط.
وانخرطت الجارتان في مناورات عسكرية متنافسة في البحر في الأسابيع الأخيرة. وتزعم اليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي، أن المياه جزء من جرفها القاري، وحصلت على دعم الكتلة الأوروبية التي تضم 27 دولة، والتي أدانت "الأنشطة غير القانونية" لتركيا، وحذرت من احتمال فرض عقوبات على أنقرة.
وتعارض تركيا مزاعم اليونان، وتصرّ على أنه لا ينبغي أخذ الجزر اليونانية في الاعتبار عند ترسيم الحدود البحرية. وتتهم أنقرة أثينا بمحاولة الاستيلاء على حصة غير عادلة من موارد شرق البحر المتوسط.
إلى ذلك، رحّب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخرالدين ألطون، بتصريحات بابا الفاتيكان فرانسيس، الداعية إلى الحوار لحل الخلافات في شرق البحر المتوسط.
ودعا ألطون في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم الإثنين، الدول المعنية وفي مقدمتها اليونان، إلى احترام القانون الدولي بدلاً من تسليح جزر بحر إيجة وادعائها أحقيتها بالمياه التركية. كما أكد ضرورة أن يكون البحر الأبيض المتوسط بحراً للسلام والاستقرار.
وقال ألطون: "أرحب بتصريحات البابا فرانسيس حول شرق المتوسط".
I welcome @Pontifex statement on the Eastern Mediterranean.
— Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) August 31, 2020
Turkey calls on Greece, among others, to respect international law, instead of militarizing the Aegean islands and laying claim to our Blue Homeland.
The Mediterranean should be a sea of peace and stability. https://t.co/gVZ86jXijC
وفي وقت سابق الإثنين، أعرب البابا فرانسيس، في تغريدة عبر "تويتر"، عن قلقه إزاء تصاعد وتيرة الخلافات في شرق المتوسط. وأضاف: "أتابع التوتر الحاصل شرق المتوسط بقلق، وأدعو شعوب المنطقة إلى الحوار لحل الخلافات التي تهدد السلام في المنطقة، كما أدعو الأطراف إلى احترام القوانين الدولية".
I follow with concern the tensions in the Eastern Mediterranean area and I appeal for constructive dialogue and respect for international law to resolve the conflicts that threaten the peace of the peoples of that region.
— Pope Francis (@Pontifex) August 31, 2020