تركيا.. انتحار قاصر سورية يفتح ملف زواج القاصرات

08 مارس 2016
انتحرت بعد طلاقها (Getty)
+ الخط -
تفاصيل حادثة انتحار مؤلمة، تناقلتها وسائل إعلام تركية وسورية محلية، اليوم الثلاثاء، بطلتها قاصر سورية تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً وضعت حدا لحياتها في إحدى ضواحي مدينة غازي عنتاب التركية التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين جنوب تركيا.

مصادر الشرطة التركية قالت إن القاصر انتحرت بإطلاق النار على رقبتها من سلاح صيد كان موجوداً في مزرعة تربية المواشي التي تقيم فيها رفقة عائلتها بمنطقة الشهيد كامل في غازي عنتاب، وذلك بعد أقل من شهر من عودتها من مدينة قيصري التركية حيث كانت تقيم مع زوجها السوري الذي تزوجها في حلب في شهر أغسطس/آب الماضي قبل أن ينتقلا معاً إلى تركيا.

وعزت المصادر انتحار القاصر إلى الأوضاع النفسية الصعبة التي كانت تمر فيها بعد طلاقها السريع وعودتها للسكن مع والدتها وستة من أخوتها في المزرعة التي تقيم فيها العائلة.

 وتتفاقم يومياً الأزمات الناتجة عن انتشار ظاهرة زواج القاصرات السوريات نتيجة ظروف الحرب التي يعانيها السوريون وما يرافقها من اضطرار الملايين منهم للنزوح، الأمر الذي يؤدي إلى معاناة العائلات من أزمات اقتصادية تدفع بهم إلى التساهل في موضوع تزويج البنات.

ويحذر الخبراء النفسيون من عاقبة تزويج الفتيات في أعمار مبكرة نظرا لكونهن معرضات بشدة لتأثيرات نفسية سلبية، ذلك أن الفتاة القاصر قد لا تتكيف مع واقعها الجديد الذي تفرضه الحياة الزوجية وما يترتب عنه من مسؤوليات كبرى، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حالات انتحار أو هروب من الواقع عبر إدمان الكحول أو المخدرات.

كما يحذر الأطباء المختصون من أن أجساد الفتيات اللاتي يتزوجن في أعمار مبكرة لا تكون مستعدة لتحمل أعباء الحياة الزوجية مما يؤدي إلى مشاكل صحية أهمها تأخر الحمل والولادة المبكرة واختناق الجنين في بطن الأم، الأمر الذي يترك مضاعفات جسدية ونفسية سيئة على الأم أيضاً.

وتنتشر ظاهرة زواج القاصرات السوريات في أعمار مبكرة بالدرجة الأولى في المناطق التي يتجمع بها النازحون السوريون، كالمخيمات الواقعة على الحدود السورية التركية شمال محافظة إدلب وفي مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن وبدرجة أقل في تركيا.

ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد القاصرات اللاتي تزوجن خلال السنوات الأخيرة، ويُعزى ذلك بالدرجة الأولى إلى أن معظم هذه الزيجات لا تكون مسجلة رسمياً، إلا أن الدكتور أشرف العمري القاضي في دائرة القضاة الأردنية سبق أن أشار مطلع العام الجاري إلى أن نسبة زواج القاصرات (15-18 سنة) بين اللاجئات السوريات في الأردن بلغت نحو 35 في المئة في عام 2015، في مقابل18 في المئة عام 2013 و25 في المئة عام 2014، وهو الأمر الذي ينبه إلى مدى تفاقم هذه الظاهرة.



اقرأ أيضا:عرائس "مأساة" في الجزائر