تركيا: الصراع على زعامة أكبر أحزاب المعارضة

05 سبتمبر 2014
يواجه كلجدار أوغلو منافسة قوية من نائبه (الأناضول/Getty)
+ الخط -

يبدأ حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، اليوم الجمعة، مؤتمره الاستثنائي الثامن عشر، لانتخاب رئيس جديد وسط توقعات باحتفاظ الزعيم الحالي، كمال كلجدار أوغلو بمنصبه، رغم المنافسة القوية التي يواجهها من قبل نائبه، محرم إينجة، الذي استقال ورشح نفسه لزعامة الحزب.

ويأتي المؤتمر وسط خلافات شديدة ما زالت مشتعلة في الحزب حول الإداء الذي قدمه، سواء في الانتخابات البلدية أو تلك الرئاسية، إذ يتهم الكثير من الأعضاء في الحزب كلجدار أوغلو بأنه سيحاول طرد المعارضين له في سبيل البقاء في الزعامة، خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها لجريدة "حرييت" التركية. وكان أبرز ما جاء في تصريحاته الصحافية أنه "لا عفو سيطال أولئك الذين انتقدوا القرارات التي اتخذتها الهيئات القانونية ذات الصلاحية في الحزب"، في إشارة إلى الذين اعترضوا على قرار ترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو لمنصب الرئاسة، في الانتخابات التي جرت في العاشر من الشهر الماضي.

وبدا كلجدار أوغلو واثقاً من انتصاره، إذ أكد احترامه للاختلاف في الرأي ضمن الحزب قبل المؤتمر، مع عدم السماح بصدور أي تصريح قد يؤذي الحزب بعد المؤتمر. وقال: "لطالما احترمتُ الأفكار المختلفة، لكن لا يمكنني أن أسمح بأي تصريح قد يؤذي مصداقية الحزب بعد المؤتمر، فلننفصل، إن استدعى الأمر. هناك قواعد في هذا الحزب، إما أن يتم الانصياع لها أو المغادرة".

وكان المنافس الوحيد على زعامة الحزب، محرم إنجة، قد أكد في وقت سابق، أنه سيحوز على أكثر من 700 صوت من أصوات المندوبين، متهماً أوغلو بالضغط على المندوبين للحصول على أصواتهم عبر الحديث عن لزوم تغيير بعض اللوائح الحزبية قبيل المؤتمر.

 كما وعد إنجة بهزيمة "العدالة والتنمية" في الانتخابات العامة، والوصول إلى رئاسة الوزراء في العام 2019، معتمداً العقلية ذاتها للمعارضة التركية، فبدل طرح مشروعه الخاص وتأسيسه بحسب احتياجات الحزب للعودة إلى السلطة، قام بطرح تسعة أسباب توضح لماذا فشل كلجدار أوغلو بالتحول إلى قائد ناجح ضمن المعارضة التركية.

وأوضح أن من أهم هذه الأسباب "عدم إيمانه بالتوافق وعدم أخذه أفكار أعضاء الحزب على محمل الجد، إضافة إلى أنه بعيد عن التفكير العلمي، ولا يعرف كيف يطرح ويدير تصوره، ولا يجيد إدارة الرأي العام والاستطلاعات، بل يستمر في تكرار تصريحاته وآرائه نفسها".

واتهم إنجة منافسه، بأنه "أقرب للجناح اليميني للحزب، ويفضّل الابتعاد عن اليسار"، وقال: "إنه بعيد عن الحزم وعلى استعداد لأن يكون الوصيف دوماً. لا يستطيع أن يقول سأفوز أو حتى أن يتحدى. هو رجل يتحرك بعيداً عن روح الثورة، وبعيداً عن الجماهير. إذ لا يفهم متطلباتهم وتوقعاتهم".

وأضاف أنه "لا يفكر بترك منصبه على الإطلاق. لقد أصبح من نوعية السياسيين المهوسيين بمناصبهم، يتحدث بأشياء متعارضة في أماكن مختلفة، ولا يستطيع أن يسمع نفسه ليميّز بين ما يقوله في شرق أو غرب تركيا. إنه ليس رجلاً شجاعاً، ويخاف من المجازفة".

يذكر أن السبب الرئيس وراء عقد مؤتمر استثنائي لحزب الشعب الجمهوري، هو الفشل الذريع الذي ناله المرشح المشترك للمعارضة، أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي لاقى ترشيحه اعتراضات واسعة ضمن الحزب.