ترجيحات بموت حفتر سريرياً.. والمغرب يعود إلى واجهة المشهد الليبي بدفع أميركي

22 ابريل 2018
صراع محتدم بشأن حسم خليفة حفتر (سيرغي سافوستاينوف/Getty)
+ الخط -
رجّحت مصادر برلمانية من طبرق دخول اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، في حالة موت سريري، وذلك بعد أيام من إدخاله مستشفى في فرنسا في حالة صحية متدهورة، في ظل احتدام الصراع بين دول عربية وأجنبية بشأن من سيخلفه.

وكشفت المصادر لــ"العربي الجديد" أن أطباء حفتر أكدوا دخوله في حالة موت سريرية، مشيرة إلى وصل جسمه بأجهزة تقوم بدور الوظائف الحيوية، مشددة على "استحالة" عودته للحالة الطبيعية.

وعلى صعيد متصل، تحدثت المصادر عن أن دخول المغرب مؤخرا على خط الأزمة الليبية جاء بدفع أميركي، في محاولة لدفع أطراف النزاع لاستغلال فرصة خروج حفتر من المشهد لتحقيق توافق أكثر، لافتة إلى أن لقاء المغرب المرتقب بين رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، الأسبوع الجاري، سيتناول مسألة "توحيد المؤسسة العسكرية".

وذكرت أن "المغرب عاد للعب دور مشابه لدور اتفاق الصخيرات مجددا، ولكن هذه المرة لحسم أمر المؤسسة العسكرية بشكل جذري، وإنهاء الخلاف حولها"، مؤكدة أن "واشنطن بدت منخرطة في الملف الليبي بشكل أكثر كثافة"، بالتزامن مع "انتقال الخلاف إلى معسكر داعمي حفتر، وتحديدا بين أبوظبي وباريس، من خلال سعي كل منهما لدعم مرشح لخلافة اللواء اللبيبي".

وتابعت المصادر أن "الرباط ستسعى لإشراك قوى من غرب ليبيا، وتحديدا طرابلس، للدفع بشخصيات عسكرية بارزة لتولي مناصب مهمة في قيادة مؤسسة الجيش، في خطوة لمواكبة لقاءات القاهرة التي جرت مؤخرا، بهدف دمج المجموعات المسلحة في الشرق والغرب لإنهاء انقسام مؤسسة الجيش".

ويبدو أن غياب حفتر سيشكل فرصة كبيرة للمهتمين بالملف الليبي لإنهاء حالة الانقسام الأمني، وبالتالي السياسي، على اعتبار أنه شكل عقبة أمام أي توافق ليبي طيلة السنوات الماضية.

وقالت المصادر إن "حفتر انتهى سياسيا وعسكريا، وأصبح وجوده اسميا فقط، والدول المعنية بليبيا، سيما مصر، تكافح من أجل عدم الإعلان عن وضعه الحقيقي لاستباق حدوث أي فوضى قبلية مسلحة في شرق البلاد في حال تأكد غياب العسكري الديكتاتور حاكم تلك المنطقة بقوة السلاح".

وبحسب المصادر، فإن كل الجهود السياسية الجارية في ليبيا توقفت بشكل نهائي، ويعول الفاعلون المحليون والدوليون على لقاء الرباط، الذي سيكون البداية لمستجدات جديدة بنهاية حفتر، وإمكانية حدوث تقارب فعلي بين طرفي الأزمة في طبرق وطرابلس.

ويتوقع أن يكون ممثلو طرابلس، وعلى رأسهم رئيس مجلس الدولة الجديد، خالد المشري، المنتمي لحزب العدالة والبناء، أكثر مرونة في التعاطي مع مجلس النواب حاليا، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من التوافق، كما أن من مصلحة كتلة الشرق الليبي استثمار الفرصة بعد أن باتت مهددة بشكل حقيقي بالانقسام، وربما الوصول إلى "مرحلة التناحر المسلح" فيما بين مكوناتها.


وقالت المصادر إن "سفراء دول كبرى وممثلين سياسيين بارزين سيكونون حاضرين في كواليس لقاء الرباط، كما أن واشنطن تدفع عواصم، كأبوظبي وباريس، إلى الاتفاق على شخصية عسكرية مرضية لكل الأطراف الليبية لإنهاء الفوضى المسلحة والسياسية في ليبيا".

وكانت مصادر "العربي الجديد" قد أكدت عزم رئيس مجلس النواب زيارة المغرب اليوم الأحد رفقة وفد برلماني رفيع مشكل من ستة نواب، تلبية لدعوة مغربية للقاء ممثلي المجلس الأعلى للدولة، من بينهم المشري المتنظر وصوله إلى المغرب في وقت لاحق.

مرشحون لخلافة حفتر

وكشفت المصادر عن الأسماء الأكثر تداولا في العواصم الدولية المهتمة بالشأن الليبي، وتحدثت أساسا عن عبد الرزاق الناظوري، رئيس الأركان المكلف من مجلس نواب طبرق، على اعتبار أن رتبته العسكرية هي العليا بعد حفتر، وباعتبار منصبه، كما أنه "يحظى بدعم قبلي واسع"، وبدعم عقيلة صالح.

كما تحدثت المصادر عن اسم عبد السلام الحاسي كمرشح، مشيرة إلى قربه من دول غربية عديدة، من بينها فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى، بالإضافة إلى كونه معروفا لدى الأمم المتحدة، إذ تولى قيادة قوات لحفظ السلام في أفريقيا، كما أن الولايات المتحدة طلبته ليكون قائدا لمعسكر لتدريب القوات الخاصة الليببة بمعرفة خبرات أميركية عام 2012 في قاعدة غرب طرابلس.

ومن بين الأسماء المطروحة أيضا العميد شعيب الصابر، رئيس الاستخبارات العسكرية، لكن المصادر قالت إنه "ليس له صدى في معارك حفتر"، غير أنه "مرشح قوى من قبائل العبيدات" الأقوى شرق البلاد، والتي ينتمي لها عقيلة صالح.