رجحت مصادر حزبية وسياسية رفيعة المستوى، في تصريحات لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيقوم بافتعال أزمة حكومية والاتجاه لانتخابات جديدة بالرغم من ظروف جائحة كورونا.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو سيستغل الخلاف بينه وبين شريكه في الحكومة بني غانتس حول مسألة إقرار ميزانية جديدة لدولة الاحتلال، التي لا تزال تعمل على ميزانية جزئية من العام الماضي، للدعوة لانتخابات جديدة.
وبحسب هذه المصادر، فإن نتنياهو أبلغ مقربين منه أنه يعتزم تهيئة الأرضية في إسرائيل لانتخابات جديدة من خلال افتعال أزمات ائتلافية من جهة، وخلق رأي عام بشأن شلل حكومي في إدارة أزمة كورونا، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة، وإلقاء تبعية ذلك على حزب كاحول لفان.
ويأتي قرار نتنياهو على أثر قرار المحكمة اللوائية الإسرائيلية مطلع الأسبوع، بدء جلسات محاكمة نتنياهو وعرض الأدلة والمداولات القضائية في مطلع يناير/كانون الثاني من العام 2021، مع اشتراط أن تعقد المحكمة ثلاث جلسات أسبوعية يلزم نتنياهو بحضورها.
ويخشى نتنياهو، بحسب مقربين منه، من تقديم المحكمة الإسرائيلية العليا التماسا لتنحيته من منصبه لعدم قدرته على التوفيق بين الاشتغال بمحاكمته وعقد ثلاث جلسات أسبوعية على جدول أعماله كرئيس حكومة.
وفي مثل هذه الحالة، يتوقع نتنياهو أن يستجيب المستشار القضائي للحكومة للالتماس وأن يؤيده، مما سيضطره في هذا الوضع إلى إعلان تعذر قدرته على ممارسة وظيفته ونقل صلاحيات رئاسة الحكومة للجنرال بني غانتس.
ووفقاً لمراقبين، فإن 25 أغسطس/آب، هو الموعد الأخير لإقرار الميزانية الجديدة للحكومة، فيما يطالب الجنرال بني غانتس بأن تكون الميزانية لعامين، بحسب الاتفاق الائتلافي للحكومة، بما يضمن وصول الحكومة الحالية لموعد تنفيذ التناوب بين غانتس ونتنياهو في نوفمبر/تشرين الثاني من العام القادم.
ويصر نتنياهو على تمرير ميزانية حتى نهاية العام الحالي فقط، وفي حال تعذر إقرار ميزانية جديدة، فإن ذلك سيعني نهاية ولاية الحكومة الحالية في 25 أغسطس/آب والذهاب لانتخابات جديدة خلال تسعين يوماً.
ومع أن نتنياهو يُدرك المخاطر الكامنة في الذهاب لانتخابات جديدة، في الظروف الراهنة، مع تراجع شعبية حزبه مؤخراً إلى 33 مقعداً، إلا أن أداء حزب كاحول لفان في الحكومة جعل الحزب يتراجع شعبياً، بحيث لا تمنحه الاستطلاعات الأخيرة أكثر من 9-10 مقاعد، بينما حصل حزب الليكود بقيادة نتنياهو على 33 مقعداً، مع قدرة واضحة على تشكيل ائتلاف حكومي يميني مع ارتفاع قوة حصة حزب "يمينا" بقيادة نفتالي بينت وأيليت شاكيد إلى 12-13 مقعدا، كما يحتفظ نتنياهو بدعم حزبي "الحريديم يهدوت هتوراة" و"شاس"، إذ تمنح بعض استطلاعات الرأي حزب "شاس" 8 مقاعد و7 لـ "يهدوت هتوراة"، مما يضمن لنتنياهو القدرة على تشكيل حكومة تحظى بتأييد 61 عضو كنيست من أصل 120 .
ومع ذلك، فإن نتنياهو يرى أن أي خيار آخر يمنحه البقاء مجدداً رئيساً لحكومة تصريف أعمال ونسخ وتكرار الأزمة التي عصفت بإسرائيل عاماً ونصف العام، أفضل من اضطراره إلى التنحي من الحكم وتسليم مقاليد الأمور للجنرال بني غانتس.
ويعتقد نتنياهو أنه سيكون بمقدوره إقناع الرأي العام الإسرائيلي، بالرغم من ظروف كورونا، بأن الذهاب لانتخابات جديدة أفضل من الإبقاء على حكومة شلل لا تنجز شيئاً بسبب التناقضات بين مركباتها.