ترامب يُرجئ رسوم السيارات الأوروبية 6 أشهر... وأسواق المال تتفاعل

17 مايو 2019
السيارات الألمانية الأكثر تخوفاً من أضرار حرب الرسوم (Getty)
+ الخط -

تجنب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، مزيداً من التصعيد مع شركائه، فأرجأ رسوماً على السيارات الأوروبية 6 أشهر، لكن جبهة حربه التجارية مع الصين بقيت على سخونتها.

فقد أعلن ترامب الجمعة، أنه سيرجىء لنحو 6 أشهر قرارا بشأن فرض رسوم جمركية إضافية على واردات قطاع السيارات، فيما تواصل الولايات المتحدة مفاوضات مع شركائها التجاريين وخصوصا الاتحاد الأوروبي واليابان.

وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض نقلته "فرانس برس"، أن "من المقرر أن يواصل ممثل التجارة الأميركي المفاوضات حول اتفاقات" وعليه إبلاغ الرئيس "خلال مهلة 180 يوماً" بنتائج تلك المفاوضات.

وكان على ترامب أن يقرر السبت إعلان فرض رسوم عقابية بنسبة 25% على واردات السيارات، فيما يقلق هذا الاحتمال خصوصاً الاتحاد الأوروبي واليابان، وكذلك المكسيك وكندا.

وقرار إرجاء فرض رسوم من شأنها أن تزيد مستوى التوتر في الحرب التجارية، يُبقي الخطر حاضراً، وهي خطوة ستزعج شركاء التجارة الأساسيين للولايات المتحدة، الغاضبين أصلاً من فرضها رسوماً على الصلب والألومنيوم.

ورد الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك على رسوم الصلب والألمنيوم بفرض رسوم على الواردات الأميركية من الدراجات النارية وعصير البرتقال والويسكي والجينز.

وستعقد المحادثات التي من المفترض أن تخرج بحلّ للمأزق مع الاتحاد الأوروبي في ظلّ تهديد فرض رسوم جمركية على قطاع السيارات.

وفي بيانه اليوم، قال ترامب إن قطاع السيارات الأميركي يواجه تراجعاً سببه المنافسة الخارجية غير العادلة.

وكان تقرير لوزير التجارة ويلبور روس قد توصل إلى أن تقلص حصة الولايات المتحدة في سوق السيارات يضعف البحوث والتطوير والتصنيع في هذا القطاع، مشيراً إلى أهمية ذلك "للأمن القومي الأميركي".

الخسائر الألمانية المحتملة

في برلين، قال المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية (دي.آي.إتش.كيه) اليوم الجمعة، إنه في حال فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات السيارات ومكوناتها، فإن ذلك قد يكلف الاقتصاد الألماني 6 مليارات يورو تعادل 6.71 مليارات دولار سنويا.

وقال المدير التنفيذي للغرفة، مارتن فانسليبن، في بيان: "لكن هذا (القرار) لن يؤثر فقط على المُصنعين الألمان في نهاية المطاف، وإنما أيضا على المستهلكين في الولايات المتحدة".

محادثات تجارية مع سويسرا

تجاريا أيضا، قال الرئيس السويسري، أولي ماورر، للصحافيين في واشنطن بعد أول زيارة يقوم بها رئيس سويسري إلى البيت الأبيض، إن ترامب حريص على إحراز تقدم في محادثات مع سويسرا بشأن اتفاق تجارة حرة.

ووصف ماورر الاجتماع مع ترامب بأنه بنّاء، وقال إن الرئيس الأميركي "إيجابي" بشأن العمل على اتفاق تجارة حرة، لكنه يرغب في الانتهاء منه "بوتيرة أسرع بالمقارنة مع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي". 

تصعيد مع الصين من باب "هواوي"

في مقابل التهدئة مع أوروبا، صعّدت واشنطن مع الصين، حيث وضعت وزارة التجارة الأميركية رسميا، يوم الخميس، شركة "هواوي تكنولوجيز" و68 شركة تابعة لها في أكثر من 20 دولة، في ما يسمى "قائمة الكيانات".

وهذه خطوة تمنع عملاق الاتصالات الصيني من شراء أجزاء أو مكونات من شركات أميركية بدون الحصول على موافقة من الحكومة الأميركية.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة إن أمر الحظر يبدأ سريانه على الفور ويشمل شركات تابعة لهواوي في كندا واليابان والبرازيل والمملكة المتحدة وسنغافورة بين دول أخرى.

وأضاف أن الحكومة الأميركية ستُجري مراجعة لطلبات الموافقة على الصفقات على أساس كل حالة على حدة.

رد الصين: أثر النزاع قابل للسيطرة

الرد الصيني أتى من بكين، حيث أعلنت الهيئة الحكومية المعنية بالتخطيط اليوم الجمعة، أن النزاعات التجارية مع الولايات المتحدة كان لها بعض الأثر على اقتصاد بكين، لكن الأثر "قابل للسيطرة" وإنه سيجري اتخاذ تدابير مضادة حين تقتضي الضرورة "لإبقاء العمليات الاقتصادية ضمن نطاق مقبول".

جاء التقييم الصادر عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح خلال مؤتمر صحافي عُقد في بكين.

وأعلنت الصين عن نمو ضعيف مفاجئ في مبيعات التجزئة والناتج الصناعي في إبريل/ نيسان يوم الأربعاء، ما يعزز الضغوط على بكين لتطبيق المزيد من الحوافز مع تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

ونقلت "رويترز" عن ثلاثة مصادر مطلعة على تفكير البنك المركزي الصيني، إن البنك سيلجأ إلى التدخل في سوق الصرف الأجنبي وإلى أدوات السياسة المالية لمنع اليوان من الهبوط عن مستوى 7 يوانات مقابل الدولار المهم في الأجل القريب.

وقال مصدر لرويترز "في الوقت الحالي، يمكنك أن تكون مطمئنا بأنه (البنك المركزي) لن يدعه يخترق حاجز 7 بكل تأكيد".

ومن شأن الدفاع عن العملة الصينية عند مستوى 7 يوان مقابل الدولار أن يعزز الثقة في العملة ويهدئ من قلق المستثمرين بشأن حدوث انخفاض حاد في قيمة اليوان، على الرغم من أن تدهور العلاقات التجارية مع واشنطن يجعل من التخفيض التنافسي لقيمة العملة خيارا ملحا بالنسبة لبكين.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة سانكي اليابانية اليوم الجمعة، أن ماساتسوجو آساكاوا، أكبر دبلوماسي ياباني معني بالعملة، قال إن كبار المسؤولين الماليين بمجموعة العشرين لن يدرجوا على الأرجح عبارات في بيانهم الختامي تقول إن الأعضاء سيكافحون الحماية التجارية.

ونقلت الصحيفة عن آساكاوا قوله إن اليابان، التي تترأس اجتماعات مجموعة العشرين هذا العام، لن تتدخل أيضا للسعى لحل التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين لأن المسألة تتجاوز نطاق وزراء المالية في المجموعة.

وسيكون آساكاوا ضمن مندوبين يرافقون وزير المالية الياباني، تارو اسو، الذي سيرأس اجتماعات القادة الماليين لمجموعة العشرين في فوكوكا جنوب اليابان في 8 و9 يونيو/ حزيران المقبل.

تراجع أسهم أميركا وأروبا

هذا وقد فتحت الأسهم الأميركية على انخفاض اليوم الجمعة، بعد مكاسب دامت 3 أيام، في الوقت الذي عادت فيه المخاوف بشأن التجارة بعد أن تبنت وسائل إعلام صينية موقفا متشددا بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 0.55% إلى 25719.95 نقطة، والمؤشر ستاندرد آند بورز 0.62% إلى 2858.60 نقطة، والمؤشر ناسداك المجمع 0.87% إلى 7829.03 نقطة.

كما انخفضت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة بعد مكاسب حققتها على مدى ثلاث جلسات، في الوقت الذي صعدت فيه بكين حربها الكلامية مع واشنطن بشأن التجارة، ما يضغط على الإقبال على المخاطرة.

وبحلول الساعة 7:20 بتوقيت غرينتش، تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7%، ونزل مؤشر قطاع السيارات 1.6% مع تراجع سهم بي.إم.دبليو 7.5% بعد تداول أسهمها دون الحق في توزيع أرباح.

أما في اليابان، فقد قفز المؤشر نيكاي بقيادة سوني وأسهم شركات التكنولوجيا، لكنه اختتم الأسبوع متكبدا خسارة طفيفة في ظل مخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية. وصعد نيكي 0.89% ليغلق عند 21251 نقطة. وفي الأسبوع، تراجع المؤشر القياسي 0.44% خاسراً للأسبوع الثاني على التوالي.

كذلك، ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.09% إلى 1554.25 نقطة، محققا مكسبا أسبوعيا نسبته 0.3%.

العملات والذهب

وفي سوق القطع، ارتفع الين الياباني اليوم الجمعة، مستقطبا المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن بفعل استمرار المخاوف بشأن توترات التجارة وانتخابات البرلمان الأوروبي الوشيكة، فيما استقر اليورو عند 1.1178 دولار بعد أن انخفض إلى 1.1166 دولار أثناء الليل، فتراجعت العملة الأوروبية الموحدة 0.5% منذ بداية الأسبوع الجاري.

في غضون ذلك، يستفيد الدولار أيضا من الطلب عليه باعتباره عملة ملاذ آمن حتى في الوقت الذي تظل فيه الولايات المتحدة والصين منخرطتين في نزاع تجاري.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ستّ عملات منافسة، دون تغير يذكر عند 97.802 بعد أن بلغ 97.882 أمس الخميس، وهو أعلى مستوياته منذ 3 مايو/ أيار.

وتراجع اليوان الصيني إلى 6.9450 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوياته منذ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقا لبيانات رويترز.

وفي سوق المعادن، تأرجح الذهب لكن في نطاق ثابت اليوم الجمعة، بعد أن تكبد أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية في شهر في الجلسة السابقة، بفعل ارتفاع الدولار وتزايد شهية المستثمرين للأصول العالية المخاطر بفضل بيانات أميركية قوية ونتائج أعمال شركات.

وبحلول الساعة 5:36 بتوقيت غرينتش، استقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية من دون تغير يذكر تقريبا عند 1286.44 دولارا.

المساهمون