استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في البيت الأبيض اليوم الإثنين، وسط احتجاجات نظمها ناشطون مصريون وأميركيون تنديداً باستقبال السيسي، رغم الجرائم التي ارتكبها نظامه ضد الشعب المصري من جميع الفئات.
وقبيل بدء جلسة المباحثات الثنائية في البيت الأبيض، بين الرئيسين، وفق ما نقله التلفزيون المصري الحكومي، قال ترامب إن بلاده ستقف وراء مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن علاقة واشنطن والقاهرة "طويلة وقوية".
وأضاف مخاطبا السيسي: "سنقف بقوة وراءك (...) سنصل لأعلى مستوى في الشأن العسكري وسندعمك بشكل أقوى من ذي قبل، وأقول لك: لقد صار لك حليف".
من جانبه، أوضح السيسي، لـ"ترامب" في تصريحات مماثلة قبيل بدء الجلسة، أنه "يقدر بشدة شخصيته المتفردة خاصة في مواجهة الإرهاب".
ونظم ناشطون مصريون وأميركيون اعتصاماً قرب البيت الابيض احتجاجاً على استقبال الرئيس الأميركي للرئيس المصري. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالانقلاب العسكري في مصر، وصوراً لضحايا مجزرة رابعة العدوية وللرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وقد شارك في التظاهرة الاحتجاجية مئات الأميركيين من أصول مصرية، بينهم مسلمون وأقباط، جاء بعضهم إلى واشنطن من ولايات أخرى كنيوجرسي ونيويورك ، للاحتجاج على استقبال السيسي والتنديد بحكم العسكر وبانتهاكات حقوق الإنسان في مصر.
وإضافة الى الناشطين والمنظمات المصرية المعارضة لنظام السيسي، شارك في اعتصام البيت الأبيض ناشطون وجمعيات حقوقية أميركية مناهضة للرئيس الأميركي.
وخلال التجمع حاول أحد المؤيدين للسيسي استفزاز المحتشدين ورفع صورة للرئيس المصري، فسارع منظمو الاعتصام ورجال الأمن المكلفين بحماية التظاهرة الى التدخل وإبعاده عن المكان.
وأكد مشاركون في التظاهرة لـ "لعربي الجديد" أنه سيتم تسليم مذكرة للمسؤولين الأميركيين تستنكر استقبال السيسي وتفضح الجرائم التي ارتكبها نظامه ضد الشعب المصري من جميع الفئات.
وتتصدر قمة السيسي - ترامب، ثلاث قضايا، هي القضية الفلسطينية وعملية السلام، ومكافحة الإرهاب، وقضايا المنطقة العربية في سورية والعراق واليمن وليبيا، وفق وكالة الأنباء الرسمية المصرية.
والثلاثاء الماضي، أعلن البيت الأبيض، أنّ ترامب سيستقبل السيسي، اليوم الإثنين، بواشنطن، في إطار دعوة أميركية صدرت في يناير/ كانون الثاني الماضي لبحث العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكانت آخر زيارة لرئيس مصري إلى البيت الأبيض تلك التي أجراها الرئيس الأسبق حسني مبارك في سبتمبر/أيلول 2010، والتقى خلالها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ضمن لقاء فلسطيني أردني إسرائيلي، قبل أن تطيح الأول ثورةٌ شعبية في يناير/كانون الثاني 2011.
ومنذ توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، تقدم الولايات المتحدة إلى مصر نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية.
ووصل السيسي السبت إلى واشنطن، في زيارة تستغرق 5 أيام، وتتضمن لقاءات مع مسؤولين أميركيين ودوليين.
وأمس الأحد، عقد السيسي في مستهل زيارته الولايات المتحدة، ثلاثة لقاءات متعلقة بالشأن الاقتصادي والعسكري، أحدها مع رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم.