ترامب يخوض جولة جديدة من الحرب على حرية التجارة

01 ابريل 2017
E649ABF7-D161-49CA-9000-E3F26648EF3A
+ الخط -
واصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملته لتعديل قواعد التجارة العالمية طالباً من إدارته تحديد البلدان المسؤولة عن العجز التجاري الأميركي، مستهدفاً الصين بشكل خاص وعدداً من الدول الأوروبية.

وسيوقع ترامب مرسومين يهدفان إلى تحديد أسباب العجز التجاري الأميركي والمسؤولين عنه، سعياً لتحقيق هدفه المعلن بحماية العمالة الأميركية من عواقب العولمة المفتوحة عبر مراجعة في العمق لقواعد التجارة العالمية المرتكزة على مفهوم التبادل الحر.

ويسعى المرسومان بحسب وزير التجارة، ويلبر روس، إلى وضع لائحة في غضون 90 يوماً تتناول "كل بلد وكل منتج على حدة" وتحدد مواضع "الغش" واتفاقات التبادل الحر التي لم يف موقعوها بالتزاماتهم في إطارها.

أضاف روس أن هذا العمل الإحصائي "سيشكل ركيزة لقرارات الإدارة" التي تبنت منذ البداية انعطافة جذرية على صعيد التجارة، ولجأت إلى الحمائية والتنديد بعدد من اتفاقات التبادل الحر سواء كانت إقليمية، كاتفاقية "نافتا" في أميركا الشمالية، أو عالمية كاتفاقيات منظمة التجارة العالمية، ما أحرج شركاءها.

وستشمل اللائحة الأميركية الصين وألمانيا واليابان والمكسيك وإيرلندا وفيتنام وإيطاليا وكوريا الجنوبية وماليزيا والهند وتايلاند وفرنسا وسويسرا وتايوان وإندونيسيا والمكسيك، لكن العجز التجاري مع أي من هذه الدول لا يعني بالضرورة اتخاذ إجراءات رد بحقها بحسب وزير التجارة.

وأوضح روس "في بعض الحالات قد يتضح أنهم أفضل منا لإنتاج هذه السلعة أو تلك أو أنهم قادرون على إنتاجها بكلفة أقل".

يشكل هذا القرار استكمالاً لاجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين في بادن بادن (ألمانيا) في منتصف مارس/آذار عندما فرضت الولايات المتحدة تحولاً تاريخياً على الدول الأقوى في العالم برفض إدراج أي إدانة للحمائية في البيان الختامي.

كما أعلن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، في الاجتماع نفسه أن بلاده لا تستبعد السعي إلى تعديل بنية منظمة التجارة العالمية، الهيئة الدولية المتعددة الأطراف المكلفة تحرير المبادرات التجارية.

ويأتي الإعلان عن أداة العمل الأميركية الجديدة هذه قبل أيام من عقد القمة المرتقبة بين ترامب ونظيره الصيني، شي جين بينغ، في فلوريدا.


استهداف الفولاذ الأوروبي

وحذر ترامب في تغريدة، مساء الخميس، من أن اللقاء مع شي سيكون "صعباً جداً"، مضيفاً "لم نعد قادرين على تحمل عجز تجاري ضخم (...) وخسارة الوظائف".

وأوضح روس، هذا الخط الأميركي المتشدد بشأن التجارة، مؤكداً ممارسة مجموعات لصناعة الفولاذ من النمسا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان الإغراق التجاري لصادراتهم إلى بلده، على ما نقلت قناة بلومبرغ نيوز.

هذه التصريحات أثارت انزعاج ألمانيا التي صرح وزير خارجيتها، سيغمار غبريال، "لا يسعني إلا أن آخذ علماً مع نقطة استفهام كبرى على قرار وزارة الاقتصاد الأميركية اتخاذ إجراء لمكافحة الإغراق بحق (مجموعتي) سالزغيتر وديلينجر هوته" الألمانيتين للفولاذ، مشيراً إلى "مرحلة خطيرة".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بدأت في 2016 آلية لفرض قواعد لمكافحة الإغراق على بعض واردات الفولاذ.

كذلك أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، باولو جنتيلوني، عن القلق، الجمعة، وقال "علينا أن نكرر تأكيد ثقتنا في الاقتصادات والمجتمعات المفتوحة التي بنينا عليها عقوداً من الازدهار"، فيما عنونت صحيفة إيطالية "ترامب يعلن الحرب على فيسبا"، الدراجة النارية الإيطالية الشهيرة، ما يعكس النبرة العامة لوسائل الإعلام الإيطالية في هذه القضية التي هيمنت على أخبار البلد الجمعة.

أضاف جنتيلوني، أن قمة مجموعة السبع المقررة في آخر مايو/أيار في صقلية يجب "أن تتخذ موقفاً واضحاً من موضوع لا يحتمل الالتباس".


(فرانس برس)


ذات صلة

الصورة

اقتصاد

أعادت أزمة قناة السويس الحديث عن ممرات بديلة تجنّب الملاحة والتجارة العالمية مشاكل التعطّل وتختصر زمن وتكاليف الشحن، إذ طرحت عدة دول منها روسيا وإيران وإسرائيل ممرات بديلة للقناة قالت إنها تجنّب الملاحة الدولية أزمات تعطّل القناة المصرية.
الصورة
انتعاش السياحة التركية في موسم الصيف (فرانس برس)

اقتصاد

برز لمصلحة الاقتصاد التركي، اليوم الخميس، مؤشران مهمّان: الأول ارتفاع عدد الزوار الأجانب 16.7% على أساس سنوي إلى 6.6 ملايين في يوليو/ تموز، والثاني انخفاض عجز التجارة الخارجية 46.9% على أساس سنوي في الشهر ذاته.
الصورة
أميركا/سياسة/دونالد ترامب/(شيب صمودفيا/Getty)

اقتصاد

يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تغيير لعبة "حرية التجارة" العالمية التي بنيت عليها العلاقات التجارية بين الدول منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وطورت من "اتفاقية الغات" إلى أن وصلت إلى منظمة التجارة العالمية الحالية.
المساهمون