لا تغيب سيرة المملكة العربية السعودية، بصورها الأكثر اختزالًا: النفط، والمال، والشيوخ، وتقاليد القبيلة، والتبعية المطلقة، عن لسان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في كلّ محفل هذه الأيام، حتى في جلساته المغلقة، وهو الذي لم يتوانَ عن انتقادها وإحراج قادتها (حلفائه) على الملأ، منذ أن وصفها أثناء حملته الانتخابية بـ"البقرة الحلوب" التي يجدر "ذبحها بعد أن يجف حليبها"، إلى أن رسّخ هذا الوصف كسياسة قائمة حينما أصبح رئيسًا للولايات المتّحدة.
لكن النفط وأموال الحماية لم يكونا وحدهما هذه المرّة محور الحديث عن السعودية خلال مناسبة مغلقة حضرها ترامب داخل أحد فنادقه في العاصمة واشنطن. وينقل معلّق صحيفة "واشنطن بوست"، جوش روغين، عن اثنين من الحضور في ذلك الاجتماع، أن الرئيس تباهى أمام الجميع بأنه خالف التقاليد عندما لم ينحنِ للملك سلمان بن عبد العزيز أثناء زيارته للسعودية بعد فترة قصيرة من تولّيه الرئاسة، على عكس ما فعله سلفه باراك أوباما.
ووصف ترامب الملك سلمان، الذي شاركه رقصة السيف الشهيرة "العرضة" أثناء الزيارة، بأنه "كان مطابقًا تمامًا للصورة النمطية المتخيلة عنه"، مستهجنًا ما فعله أوباما حينما انحنى للملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز.
وكشف ترامب، في المناسبة ذاتها، أن الملك سلمان هاتفه شخصيًّا وطلب منه مساعدة الولايات المتحدة في عملية عسكرية "كبيرة"، ليردّ عليه طالبًا المال، كالعادة، محددًا فاتورة بقيمة 4 مليارات دولار. ورفض ترامب تحديد طبيعة العملية، قائلًا إنها كانت "سرية للغاية على الأغلب".
وكرّر أيضًا أمام الحضور ما صرّح به قبل أيام في تجمع انتخابي، لكنّه أشار هذه المرّة بشكل صريح إلى العدوّ المفترض الأول للسعودية، حين قال إن "إيران ستستولي على السعودية خلال أسبوعين إذا لم تدافع الولايات المتحدة عنها".