قال البيت الأبيض، مساء الأربعاء، إن الرئيس دونالد ترامب لم يحدد جدولا زمنيا لاتخاذ إجراء في سورية رداً على الهجوم بأسلحة كيميائية، وذلك بعد ساعات من قوله، في تغريدة على "تويتر"، إن "الصواريخ آتية، وإن على روسيا الاستعداد".
وفي معرض ردها على أحد الصحافيين حول سبب تلويح ترامب بمخططاته العسكرية على "تويتر"، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن "الرئيس لم يحدّد جدولًا زمنيًا، ولديه عدد من الخيارات الأخرى على الطاولة"، مضيفة أنه "لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي في هذا الأمر".
وأضافت أن ترامب يحمّل روسيا وسورية المسؤولية عن الهجوم الكيميائي، ونفت أن تكون تعليقاته على "تويتر" قد سببت أي مشكلة.
وكتب ترامب، في تغريدة عبر "تويتر"، الأربعاء، يقول إن "روسيا تعهدت بإسقاط أي صواريخ يتم إطلاقها على سورية"، مضيفا: "استعدي يا روسيا لأن الصواريخ آتية.. صواريخ جميلة وجديدة وذكية".
وهاجم الرئيس الأميركي موسكو لدعمها نظام بشار الأسد بالقول: "لا يجب أن تكونوا شركاء لحيوان (بشار الأسد) قتل بالغاز شعبه ويستمتع بذلك".
وفي تغريدة ثانية، قال ترامب إن "علاقاتنا مع روسيا أسوأ مما كانت عليه في أي وقت مضى، بما في ذلك خلال الحرب الباردة".
بريطانيا مستعدة: تحريك غواصات
إلى ذلك، وفي سياق ترقب عمل عسكري في سورية ضد النظام، دعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، حكومتها لاجتماع طارئ الخميس لمناقشة رد فعل لندن على الهجوم الكيميائي في سورية، بحسب ما أعلنت الأربعاء رئاسة الحكومة البريطانية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، الأربعاء، أن ماي مستعدة للموافقة على مشاركة بلادها في عمل عسكري ردا على الهجوم الكيميائي في سورية.
وأضافت هيئة "بي.بي.سي"، دون أن تشير إلى مصادرها، أن ماي لن تسعى للحصول على موافقة برلمانية مسبقة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وناقشت ماي، الأربعاء، رد الفعل الغربي ضد نظام بشار الأسد عبر الهاتف مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رغم أنها لم تحسم أمرها بعد من التدخل العسكري البريطاني.
وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "ديلي تليغراف" إن رئيسة الوزراء البريطانية أمرت غواصات بالتحرك، بحيث تكون على مسافة تتيح لها إطلاق صواريخ على سورية، وذلك استعداداً لتوجيه ضربات للنظام السوري "قد تبدأ مساء الخميس على أقرب تقدير".
وذكرت الصحيفة أن ماي لم تتوصل إلى قرار نهائي بشأن مشاركة بريطانيا في أي ضربات تنفذها الولايات المتحدة وفرنسا رداً على الهجوم الكيميائي، لكنها "تريد أن تتوافر القدرة على التحرك السريع"، وفق وكالة "رويترز".
ونقلت عن مصادر في الحكومة قولها إن بريطانيا "تفعل كل ما يلزم" لضمان أن تكون قادرة على إطلاق صواريخ توماهوك من الغواصات على أهداف عسكرية في سورية.
بوتين "يحذر" نتنياهو
وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى "الإحجام عن أي عمل يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار" بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قاعدة عسكرية للنظام السوري صباح الاثنين.
من جانبه، قال مكتب نتنياهو، في بيان، إن "رئيس الوزراء تحدث هاتفياً إلى الرئيس الروسي"، وكرر أن "إسرائيل لن تسمح لإيران بأن يكون لها وجود عسكري في سورية".
وقال الكرملين، في بيان، إنه خلال اتصال هاتفي بنتنياهو "دعا (بوتين) إلى الإحجام عن أي عمل يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في البلاد ويشكل تهديدا لأمنها"، بحسب "فرانس برس".
وشدد الرئيس الروسي على "أهمية احترام سيادة سورية". وأضاف الكرملين أن الجانبين "بحثا الضربات الأخيرة التي شنها الطيران الإسرائيلي على قاعدة تيفور الجوية".
غوتيريس يناشد
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، فجر الخميس، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي "تجنب خروج الوضع في سورية عن السيطرة"، معربا عن "قلقه العميق بشأن المأزق الراهن".
وقال غوتيريس في بيان "اليوم، اتصلت بسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) لكي أكرر قلقي العميق بشأن مخاطر المأزق الحالي، وأشدد على ضرورة تجنب خروج الوضع عن السيطرة".
وقال سفير بوليفيا لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، إن بلاده طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي غدا لـ"بحث تصاعد نبرة الحديث المتعلق بسورية والتهديدات بعمل عسكري من جانب واحد"، وذلك بعد ساعات من تهديد الرئيس الأميركي، عبر "تويتر"، بشن هجمات صاروخية.
وقال السفير ساتشا سيرجيو لورنتي سوليز للصحافيين: "هناك استمرار في هذه التهديدات، ولذلك نحن قلقون لأن أي عمل أحادي الجانب سيكون انتهاكاً لمبادئ ومقاصد ميثاق (الأمم المتحدة)".
وأضاف أنه يتوقع عقد الاجتماع المغلق صباح الخميس.
(العربي الجديد، وكالات)