صعّدت حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب، من حملتها على الرئيس، باراك أوباما، في إطار محاولات الملياردير النيويوركي إيجاد موطئ قدم له في أحياء السود الفقيرة، حيث مازالت نسبة تأييده وسط الناخبين الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية لا تتجاوز سقف العشرة في المائة.
وتروّج حملة ترامب الدعائية على مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي رسالة انتخابية واحدة مزدوجة الأبعاد، وتخاطب، في الوقت ذاته، جمهور الناخبين من السود والبيض.
وخلاصة رسالة ترامب، أن سياسات أول رئيس أميركي من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض لم تقدم أي شيء للأميركيين من أصول أفريقية، وأنهم مازالوا يعيشون في أحياء هامشية فقيرة وغير آمنة، تنتشر فيها الجريمة والمخدرات.
ويذهب ترامب أبعد من ذلك عندما يقول إن "البؤس الذي يعيشه الأميركيون الأفارقة حالياً هو أسوأ ما تعرضوا له على الإطلاق".
وفي مقابلة تلفزيونية بثتها محطة "ABC" التلفزيونية، قال أوباما ساخراً رداً على تصريحات ترامب: "أعتقد أنه حتى من هم بعمر الثماني سنوات سيقولون لك، إن العبودية لم تكن أمراً جيداً للأميركيين السود. جيم كرو لم يكن أمراً جيداً للسود. ما علينا القيام به هو استعمال تاريخنا من أجل الدفع باتجاه مزيد من التقدم في المستقبل".
كما اعتبرت حملة المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، أن تصريحات ترامب حول أوضاع السود السيئة تحمل في طياتها إساءة عنصرية للأميركيين الأفارقة ومحاولة لإرضاء نزعات عنصرية لدى جمهوره من الأميركيين البيض.
ومن أجل إيجاد قاعدة شعبية في أوساط الأقلية الأفريقية، تستعين حملة ترامب بحركة "أمة الإسلام" بزعامة لويس فرقان، الذي وجه رسالة قبل أيام إلى الرئيس أوباما تضمنت إعلان تأييده لترامب، ودعوته الناخبين السود لانتخاب المرشح الجمهوري.
وتتهم الرسالة الرئيس بأنه لم يرفع الظلم عن السود في أميركا، "لا، بل إن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ساءت أكثر خلال رئاسته"، وينقل فرقان عن "أبناء مدينته شيكاغو أن أوباما لم يعد يذكرهم ونسي مدينته بعد وصوله إلى البيت الأبيض".
وتعتبر رسالة قائد حركة "أمة الإسلام" أن أوباما يدعو الناخبين الملونين لانتخاب كلينتون لأن فوز ترامب يعني إلغاء خطة الإصلاح الصحي المعروفة باسم "أوباما كير"، والتي يعتبرها أوباما أحد أبرز إنجازاته التاريخية.
وفي السياق نفسه، شن رئيس مجلس النواب الأميركي السابق، نيوت غنغريتش، هجوماً مشابهاً على الرئيس الأميركي، إذ اعتبر أن عدد السود الذين قتلوا في مدينة شيكاغو وحدها خلال ولايتي أوباما يفوق عدد قتلى وجرحى الجيش الأميركي في حربي أفغانستان والعراق معاً.