وأثار شكل النظام الملكي في المغرب، الذي انتقده القيادي في "العدالة والتنمية" عبد العالي حامي الدين، عندما اعتبره عائقا أمام التطور والتنمية، مقترحا "مفاوضات سلمية" من أجل تطويره، موجة من الانتقادات والاتهامات المتبادلة بين بعض قياديي الحزبين الغريمين.
ووجه محمد الشيخ بيد الله، القيادي البارز في حزب "الأصالة والمعاصرة"، اتهامات شديدة اللهجة إلى "العدالة والتنمية" كونه يمارس "التقية السياسية"، وقال، ضمن مقال له، إن "الإسلاميين أمة مجتمعة على إخفاء مشروعها الأصل، وتتعامل مع الديمقراطية كوسيلة توصلها إلى الحكم ليس إلا، وأنهم لا يؤمنون بجوهرها ولا بعمقها".
وتابع بيد الله أن "ما يقلق الإسلاميين وما اكتشفوه بعد وصولهم إلى السلطة، وما يكبح طموحهم بالاستئثار والهيمنة والاستحواذ، كونهم اكتشفوا أن مقاعد البرلمان لا تكفي لوحدها، ولو أن البرلمان تنبثق من مجلسه الأول الحكومة، ويحتكر التشريع للأمة، ولا كراسي الحكومة تغني وحدها، وانتهوا إلى أن اكتساب "الشوكة" التي تؤدي إلى "الغلبة" تقف الملكية حائلا أمام تحققه".
وتوقف القيادي ذاته عند أن "الملكية في المغرب تلعب أدوارا حيوية لا يستطيع أي حزب ولو بمرجعية دينية أن يؤديها، وهي أن الملكية "حاجة مجتمعية" في المغرب، وأن الملكية، كنتيجة لذلك، تحتكر أدوات العنف المشروع"، على حد تعبيره.
ولم يتأخر رد حامي الدين كثيرا عندما نعت بيد الله بأنه "قائد فاشل لحزب فاشل تم دعمه من طرف السلطة جهارا ودحره الناخبون"، قبل أن يتهمه صراحة بأنه يمارس "التملق والانتهازية والبحث عن الفرص لإثبات ولائه إلى الوطن والملكية".
Facebook Post |
ولأن بيد الله ينتمي إلى قبيلة صحراوية بعض أفرادها مازالوا قياديين في جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن سيادة المملكة، نعته حامي الدين بأنه "يجر وراءه تاريخا من الفكر الانفصالي الحاقد على وحدة الوطن والأمة، ومازالت تربطه علاقات القرابة مع انفصاليي اليوم".
بدوره، هاجم الأمين العام لـ"الأصالة والمعاصرة"، حكيم بن شماش، حزب "العدالة والتنمية" في لقاء حزبي أمس الأحد، وحذر مما سماه "خطر المشروع النكوصي الدخيل والقادم من المشرق، الذي تغلغل بشكل كبير في دواليب المؤسسات وفي مفاصل المجتمع المغربي".
وكان مقطع فيديو تم تسريبه من داخل جلسات الحوار الداخلي لحزب "العدالة والتنمية" قبل أيام قليلة، يظهر فيه حامي الدين متحدثا في سياق تحليلي عن المؤسسة الملكية، وقال إن "شكلها القائم يقف عائقا أمام التقدم والتطور والتنمية"، وهو ما جر عليه غضب رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الذي شدد على "أهمية الملكية للبلاد، والمكتسبات التي حققتها للدولة والشعب".