تراجع "هادئ" للعبادي عن معركة الأنبار

09 ابريل 2015
تحديات كبيرة أمام القوات الحكومية في الأنبار (فرانس)
+ الخط -
بعد أن تم الإعلان رسميّا عن انطلاق معركة الأنبار من قبل القيادات العراقية، والتأكيد بأنها لن تنتهي إلّا بتحرير كامل مدن المحافظة التي تشكل نسبة 33 بالمائة من مساحة العراق الإجمالية، فتح رئيس الوزراء حيدر العبادي "خط عودة وتراجع" عن المعركة، من دون أن يعلن الانسحاب منها رسميا، الأمر الذي يؤشر إلى عدم ثقة العبادي في قدرة القوات الأمنيّة المقاتلة في الساحة على إنجاز المهمة.

وقال العبادي، في بيان صحافي صدر عن مكتبه، اليوم الخميس، إنّ "وقفتنا ومعركتنا (المقبلة) ستكون في أرض الأنبار لتحريرها بالكامل، وإنّنا سننتصر فيها ونحررها من داعش، كما انتصرنا في تكريت".

وأثارت عبارة "معركتنا المقبلة" تساؤلات حول إعلان وزارة الدفاع وحكومة الأنبار بداية المعركة بشكل فعلي.

اقرأ أيضا: العراق: انطلاق معركة تحرير الأنبار وقصف حكومي على الفلوجة 

وأشار مكتب رئيس الوزراء، أنّ "العبادي زار محافظة الأنبار وقاعدة الحبانية، للاطلاع على الاستعدادات لتحرير المحافظة بالكامل من دنس عصابات داعش الإرهابية، وأنّه التقى بالمسؤولين في المحافظة والقيادات الأمنية، حيث تم تقديم موجز عن الأوضاع الأمنية وعن القطعات العسكرية، ومشاركة أبناء المحافظة لتحرير مناطقهم".

خبير أمني: العبادي لا يثق في قدرة القوات الأمنية

من جهته، رأى الخبير الأمني الاستراتيجي، واثق العبيدي، أنّ "حديث العبادي عن المعركة المقبلة في الأنبار إشارة إلى الانسحاب من المعركة، أو هو بمثابة فتح باب للعودة عنها في حال كانت قوة الخصم كبيرة".

وأضاف العبيدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "العبادي ذهب إلى الحبانية لمتابعة سير عمليّة التحرير التي أعلنت رسميّا، والتي أعلنها مجلس الأنبار والقادة الميدانيون في المحافظة، وهي جهات رسميّة حكومية، كما أنّ المعركة بدأت بتنسيق مع قوات التحالف الدولي الذي فتح الطريق أمام القوات المهاجمة".

وعدّ الخبير الأمني، حديث العبادي "مؤشرا على عدم الثقة في القوات الأمنية، وقدرتها على حسم المعركة، مما دفع بالعبادي إلى فتح الباب أمام أيّ انسحاب متوقع من المعركة".

وكان رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، أعلن صباح أمس، في مؤتمر صحافي عقده في قاعدة الحبانية في الأنبار، بحضور القادة الميدانيين، انطلاق معركة تحرير الأنبار، مبينا أنّ العملية تشارك فيها القوات الأمنية من الجيش والشرطة، مدعومة بـ10 آلاف مقاتل من أبناء العشائر. فيما وصل العبادي إلى القاعدة، للإشراف على عمليات التحرير، وعقد فور وصوله اجتماعا مع القادة الميدانيين، تم خلاله بحث تفاصيل العملية.

العبادي يزوّد عشائر الأنبار بسلاح غير صالح

من جهته، انتقد مجلس عشائر الأنبار "تردد العبادي في إعلان معركة الأنبار"، مؤكدا أنّ "القائد يجب أن يكون حازما في رأيه، إما ندخل المعركة بعد الإعداد الكامل لها أو لا ندخل، لا يوجد حل وسط".

وأشار عضو المجلس، الشيخ محمود الجميلي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّه "لا توجد حتى اليوم أيّ جديّة من قبل الحكومة على تسليح أبناء العشائر في الأنبار، رغم كل ما قدمته من تضحيات"، مبينا أنّ "السلاح الذي قدمه العبادي يوم أمس للعشائر، غير صالح للعمل، وغير قادر على الاستمرار في إطلاق النار".

وأوضح أنّ "ذلك السلاح قديم جدا ومستهلك، وتمت إعادة إحيائه في مخازن الجيش"، مبينا أنّ "العبادي زود كل عشيرة بـ93 طلقة لتلك البنادق فقط، وهي لا تشكل شيئا لمقاتل في ساحة معركة".

 وزير الدفاع يطلب دعماً أردنياً لمعركة الأنبار

في غضون ذلك، كشف مصدر في وزارة الدفاع لـ"العربي الجديد"، أنّ "وزير الدفاع، خالد العبيدي، التقى في الأردن بالعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين".

وأوضح المصدر أنّ "العبيدي طلب من الأردن دعم عمليات تحرير الأنبار، خاصة في المناطق الحدوديّة مع الأردن، الخمسة كيلو، الكيلو 160"، مبينا أنّ "الجانب الأردني وافق على الطلب، لكنّه لم يتم بعد تحديد تفاصيل ونوعيّة الدعم الذي سيقدّم".

وأشار المصدر إلى أنّ "الأردن سيزوّد العشائر العراقيّة بالذخيرة، وسيشن طلعات جوية على مواقع داعش الحدوديّة معه، كما سيلعب دورا في إقناع المعارضة السنيّة المقيمة في الأردن بدعم تلك العمليات".

اقرأ أيضا: "واشنطن بوست": يد صدام حسين الخفية تحرك "داعش"

المساهمون