تراجع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى بعد كيلومترين عن مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، تزامناً مع مشاركة الأكراد في المعارك للمرة الأولى منذ بدء الهجوم، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وتراجع تنظيم (داعش) بحسب المرصد، إثر اشتباكات عنيفة ليلاً ضد قوات النظام إلى محيط سجن الأحداث الواقع على بعد كيلومترين عن المدينة، بعدما كان وصل إلى مشارفها فجر الخميس.
وأشار المرصد إلى أن "قوات النظام تمكنت من التقدم في جنوب المدينة، وأجبرت التنظيم على التراجع، بعد قصف كثيف على نقاط تمركزه في المنطقة، في حين تتواصل المعارك في محيط سجن الأحداث الذي لا يزال تحت سيطرة مقاتلي التنظيم، بعدما تمكنوا الأربعاء من طرد قوات النظام منه، ومن عدة مواقع مجاورة، بينها شركة الكهرباء".
وقال الناشط الإعلامي الذي ينحدر من مدينة الحسكة علي الحريث لـ"العربي الجديد" إن "النظام شن صباح اليوم هجوماً عكسياً من داخل المدينة ضد مقاتلي التنظيم، وسبقه قصف مدفعي وغارات جوية" شنتها مقاتلات النظام الحربية على مشارف المدينة".
وأوضح الحريث أن "النظام استرجع السيطرة على سجن الحديث والجبل الزفتي" وهي مواقع تقع "شرق البوابة الجنوبية بأقل من 2 كم".
وسجن الأحداث، هو مبنى قيد الإنشاء اتخذته قوات النظام مقرا لها، قبل أن يسيطر عليه التنظيم المتطرف، إثر بدئه هجوما عنيفا في 30 أيار/مايو باتجاه مدينة الحسكة، مركز محافظة الحسكة، والتي تتقاسم السيطرة عليها وحدات "حماية الشعب" الكردية والقوات النظامية.
وتزامن تراجع التنظيم جنوب الحسكة، مع مشاركة مقاتلي وحدات "حماية الشعب الكردية" للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على المدينة، في القتال ضد (داعش) على الجبهة الجنوبية الغربية، وفق المرصد، الذي أكد أن "المقاتلين الأكراد، يتولون الدفاع عن الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة حيث يتواجدون، لكنهم عمليا يقاتلون وقوات النظام ضد جهة واحدة هي تنظيم داعش".
وأوضح المرصد أن "تصدي مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لتنظيم داعش، يأتي بعد انتقادات من مختلف مكونات المدينة الذين عقدوا اجتماعات متتالية في الأيام الأخيرة، مطالبين الأكراد بالمشاركة في الدفاع عن المدينة".
وأضاف: "وافق الأكراد على القتال، بعد التعهد بالاعتراف بهم كقوة مقاتلة أساسية في المدينة".
وحول الاجتماع الذي عُقد أمس بين وجهاء من القبائل العربية والكردية في الحسكة، مع قيادات في "وحدات حماية الشعب" الكردية، لفت الحريث، إلى أن "النظام يهدف من الاجتماع، إلى إقناع مؤيديه من عرب الحسكة، بضروة قبول تدخل الوحدات الكردية لحماية أحيائهم"، مضيفاً أن النظام يريد أيضاً من الوحدات الكردية أن توسع مناطق سيطرتها وجبهاتها مع تنظيم الدولة في الحسكة، لكي يأتي التحالف الدولي لقصف التنظيم، كون التحالف يساند الوحدات فقط في مواجهاتها مع داعش في حين لا يغطي جوياً معارك النظام مع التنظيم".
من جانبه، قال الصحافي الكردي مجيد محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "الاجتماع هدفه أن تتدخل الوحدات الكردية لحماية المدينة، بعد نزوح معظم سكانها، لكن الوحدات تطالب بأن تستلم حماية المدينة كاملة، عندها تطالب التحالف الدولي تغطيتها جوياً"، معتبراً أن "هذا مستحيل حالياً كون التحالف لا يمكنه تغطية الوحدات جوياً، طالما أن النظام موجود عسكريا في مدينة الحسكة".
اقرأ أيضاً: "داعش" ينسحب من سجن الأحداث في الحسكة