تدويل القضية الفلسطينية بعد فشل المشاورات مع الإدارة الأميركية

09 نوفمبر 2014
الخطة الأميركية لا تتضمن وقف الاستيطان( بريندا سمالوسكي/فرانس برس)
+ الخط -

أكد مسؤولون فلسطينيون، يوم الأحد، أن "المشاورات الفلسطينية- الأميركية فشلت فشلاً ذريعاً، إذ لم تتمخض زيارة الوفد الفلسطيني برئاسة صائب عريقات ورئيس جهاز الاستخبارات ماجد فرج إلى واشنطن، منذ أيام، عن أي نتيجة، لذلك تتجه القيادة الفلسطينية نحو تدويل القضية الفلسطينية، عبر عرض مشروع قرار إنهاء الاحتلال على مجلس الأمن الشهر الحالي".

وقال عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، جميل شحادة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يكن هناك أي نتائج تذكر من الزيارة، حيث جدّدت الولايات المتحدة الأميركية رفضها لتوجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن، وطلبت التأجيل، وإعطاءها مزيدا من الوقت لبلورة خطة مستقبلية".

وأوضح: "كنا نعتقد أن الإدارة الأميركية ستركز على إفراغ القرار من مضمونه، لكنّها جدّدت مطالبتها بإعطائها مزيداً من الوقت غير المحدد، بسقف زمني لطرح خطة أميركية لإقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية من خلال المفاوضات، من دون وقف للاستيطان والممارسات الإسرائيلية".

وفي السياق نفسه، أكّد مسؤول فلسطيني رفيع لـ"العربي الجديد"، أنّ الوفد "ذهب إلى الولايات المتحدة، وهو يعرف أنه لن يحصل على أي شيء، سوى المماطلة، وما تحدث به وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع الرئيس عباس خلال لقائهما في مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة الشهر الماضي، من وجود أفكار لديه لإحياء عملية السلام، ليس إلا كلاما للاستهلاك الإعلامي، وكسب مزيد من الوقت".

وأكد المسؤول نفسه، الذي تحدث شرط عدم ذكر اسمه، أن "ما طرحته الإدارة الأميركية هو استئناف للمفاوضات من عند النقطة التي انهارت عندها في أبريل/نيسان 2014، من دون أن يكون هناك التزام إسرائيلي بوقف الاستيطان".

ولفت المسؤول إلى أن "الاستراتيجية التي تتبعها القيادة الفلسطينية حالياً هي تصعيد التحرك القانوني والدبلوماسي على صعيد مجلس الأمن والدول الأوروبية، على أن تبقي في الوقت ذاته الأبواب مفتوحة أمام الولايات المتحدة الأميركية، إذا ما تقدمت بأي اقتراح فيه رؤية ومرجعيات واضحة".

من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، صائب عريقات، أن "اللقاءات الأخيرة بين الوفد الفلسطيني والإدارة الأميركية باءت بالفشل، ولا تزال هناك خلافات وتباين عميق بين وجهتي النظر الفلسطينية والأميركية".

وأوضح عريقات، في حديث للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن "خلافاتنا عميقة مع الإدارة الأميركية، وبالتالي طلبنا منهم أن يعيدوا النظر في موقفهم بخصوص مجلس الأمن، والمواثيق والمؤسسات الدولية الأخرى التي من حقنا الالتحاق بها كفلسطينيين".

وأشار عريقات إلى أن "كيري ومن التقيناهم في مجلس الأمن، لديهم موقف ثابت، وهو أن مجلس الأمن ليس خياراً لنا، ولديهم موقف ثابت من رفض هذا التحرك، فضلاً عن رفضهم لمؤتمر دولي للسلام كما طرحت فرنسا، أو حتى اجتماع لجنة رباعية من دون استئناف المفاوضات".

وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية"، أنه "على الرغم من إدراك الإدارة الأميركية أن الطرف الذي أفشل المفاوضات هي إسرائيل، مع ذلك يريدون استئناف المفاوضات أيضاً، من دون وقف استيطان كامل يشمل القدس، أو الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، وبالتالي فإن كل ما تسعى إليه القيادة الفلسطينية حالياً هو تدويل القضية الفلسطينية".

وشدّد على أن "قرار القيادة الفلسطينية هو أن يتم تدويل القضية الفلسطينية، في ظل عدم وجود شريك إسرائيلي، واستمرار الاحتلال بسياسة الاغتيالات، والاستيطان، والاعتداءات على الأماكن المقدسة".

وحول تقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال إلى مجلس الأمن، قال عريقات: "خلال الأيام المقبلة سيتم طرح المشروع لبدء المشاورات الحقيقية لوضعه في الورقة الزرقاء، تمهيداً للتصويت عليه، حيث سيبدأ العمل على وضع اللمسات الأخيرة عليه غداً الاثنين".