أعاد تفجير عبوة ناسفة، ليلة الأربعاء- الخميس، في عفرين، مخاوف سكان المنطقة، وغالبيتهم من المهجرين من مناطق سورية مختلفة، ما انعكس واضحا على مظاهر الحياة في المدينة، يوم الخميس، إذ أقفلت معظم المحال أبوابها، وتراجعت حركة السكان، خشية وقوع تفجيرات جديدة.
وقال أبو شام، المهجر من ريف دمشق، لـ"العربي الجديد": "شهدت عفرين، أمس، ما يشبه الإغلاق الكامل للمحال التجارية والمقاهي، حتى إن حركة الناس في الطرقات كانت شبه معدومة، والفصائل أغلقت مداخل المدينة عقب التفجير، ولم تسمح بدخول أحد إليها، صباح الخميس، مع انتشار كثيف للمسلحين في الشوارع".
ولفت إلى أن "التفجير وقع في مكان استراتيجي داخل عفرين، هو شارع الفيلات، حيث تتجمع غالبية المؤسسات الحكومية، كما أنه يعد سوقا رئيسيا، وهذا هو التفجير الثاني الذي يستهدف المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة".
وبين أنه "كان هناك تفجيران في نفس اللحظة تقريبا، الأول تفجير برج حيدر الذي استهدف سيارتين لفيلق الشام، وتسبب في مقتل اثنين وجرح ثمانية أشخاص، والثاني تفجير عفرين، كما تم اكتشاف سيارة مفخخة قبل التفجيرين، ما جعل عفرين مدينة أشباح يوم الخميس".
وقال أبو محمد، من أهالي عفرين، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع سيئ للغاية بعد التفجيرات الأخيرة التي تتهم بها وحدات حماية الشعب الكردية، ويتم توجيه أصابع الاتهام لنا كأكراد بحجة أن لنا أقارب في قوات حماية الشعب أو قسد، ما يجعلنا معرّضين للاعتقال في أي وقت".
وأضاف أن "الوضع الأمني مترد جدا، وهناك انتشار كثيف للمسلحين، ولا نعلم لمن يتبعون، ما يجعل الناس تعيش في خوف دائم، فالمحال التجارية تتعرض للسرقة، وهناك انتشار واسع لسرقة السيارات، إضافة إلى السلب بقوة السلاح، والأوضاع أسوأ بالنسبة للمهجرين".
من جهتها، قالت أم عبد الله، المهجرة من ريف دمشق، لـ"العربي الجديد": "انتقلنا من إدلب إلى عفرين قبل أيام، خشية عملية عسكرية من قبل روسيا والنظام، واليوم نبحث عن الاستقرار، فيكفينا ما عشناه من سنوات تحت الحصار والقصف والتجويع".
وأضافت "نعيش في عفرين حالة من القلق الدائم، فحتى اليوم لم يتضح من يسيطر عسكريا، وكل حي يسيطر عليه فصيل مسلح، مع العلم أن علاقة الفصائل بالمدنيين في عفرين لا تقارن بما هي عليه في إدلب".