تعاني المدن، التي حررتها المقاومة اليمنية في الجنوب من أيدي مليشيات الحوثيين، من تدهور الوضع الأمني الذي يعيق عودة النازحين وجهود تطبيع الحياة، كما تعاني من غياب الخدمات وتوقف الحركة التجارية، بعد مرور شهور على تحرير بعض المدن.
وتمضي جهود إعادة الخدمات ببطء شديد، فلا يزال النشاط الاقتصادي والمالي متوقفاً، ورغم إعادة افتتاح البنك المركزي في مدينة عدن، إلا أن جميع البنوك التجارية وشركات الصرافة مغلقة في مدن عدن والضالع ولحج وأبين وشبوة.
وتعاني محافظة الضالع، (وسط اليمن)، من وضع إنساني سيء، حيث أدت الحرب إلى دمار كبير في المباني والمؤسسات الحكومية، وإلى توقف تام للحركة التجارية والنشاط الاقتصادي، مما جعلها تأتي ضمن المدن الأكثر تضرراً من فوضى المليشيات الحوثية.
ولا توجه الحكومة الشرعية، التي تعمل من الرياض، الاهتمام الكافي لمحافظة الضالع، ولم تصل أية إغاثة تذكر منذ تحرير المدينة من الحوثيين.
وكشف محافظ الضالع، فضل حمد الجعدي، عن معاناة كبيرة تشهدها المحافظة نتيجة الحرب وتأخر وصول الإغاثة.
وقال المحافظ في مؤتمر صحافي، مؤخراً، إن ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، استهدفت كل مقومات الحياة في الضالع، فدمرت شبكة المياه والآبار والخزانات كما استهدفت الكهرباء.
وأشار إلى أن الكهرباء ما تزال منقطعة كليا عن المحافظة منذ بداية الحرب وحتى الآن، وإن تأخر وصول الإغاثة فاقم من الوضع الإنساني الصعب للمحافظة.
وأوضح أن المحافظة لم تتلق إغاثة حقيقية، بل كانت عبارة عن دعم بسيط قدمه مغتربون وفاعلو خير من أبناء الضالع ويافع ومنظمات مجتمعية قليلة، وكل هذه المساعدات ساهم بتغطية ما نسبته 10٪ من احتياجات 65599 أسرة مقيمة ونازحة هي بحاجة إلى سلة غذائية متكاملة شهريّاً حتى تستعيد المحافظة حياتها الطبيعية.
وقال إن الآمال كانت معلقة على تحرير عدن، كي يسهل إيصال الإغاثة إلى الضالع لكن ما حصل هو غياب الإغاثة كليا عن المحافظة المنكوبة والفقيرة، ودون مبرر لذلك.
وأشار إلى أن منسقية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية التزمت بتقديم ما يقارب 70 ألف سلة غذائية للضالع لكنها لم تأت إلى الآن.
وناشد دول التحالف العربي والمنظمات الدولية الداعمة إلى سرعة دعم الضالع وتوفير كافة الاحتياجات الإنسانية، تقديرا لوضعها الإنساني الصعب، الذي تعانيه منذ أكثر من 6 أشهر.
وناشد المحافظ المنظمات الدولية والعربية والإغاثية النظر لحالة الناس الكارثية، في مختلف المحافظات، وخاصة عدن ولحج وأبين والضالع وشبوة، كونها أصبحت محررة.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يفاقمون معاناة اليمنيين بإحراق مصافي عدن