أظهر مسح اليوم الاثنين أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو تحسنت للشهر الثالث على التوالي في يوليو/ تموز، لكن هبوطا حادا في التوقعات يشير إلى أن قوة دفع التعافي من أثر جائحة كورونا قد تتلاشى سريعا.
وارتفع مؤشر سنتكس لمنطقة اليورو، وفقا لوكالة "رويترز"، إلى -18.2 من -24.8 في يونيو/ حزيران، بينما ارتفع مؤشر الوضع الحالي للشهر الثاني على التوالي إلى -49.5 في يوليو/ تموز من -61.5 في يونيو /حزيران. لكن مؤشر التوقعات لمنطقة اليورو انخفض إلى 19.5 من 21.8.
وقال مانفريد هوبنر، مدير سنتكس، إن "ثمة مبعثا خطرا من أن يتلاشى الزخم الصعودي في وقت مبكر وبسرعة خلال الصيف".
وقال المستثمرون إنهم يتوقعون تعويض نحو 60 بالمائة فقط من الخسائر الاقتصادية المتعلقة بكورونا خلال عام في منطقة اليورو.
وفي ألمانيا، توقع المستثمرون تعويض نحو 65 بالمائة فقط من الخسائر خلال عام، على الرغم من حزمة تحفيز اقتصادي حكومية، كما تراجع مؤشر التوقعات قليلا في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وفي السياق، قفزت الأسهم الأوروبية في المعاملات المبكرة، اليوم الاثنين، حيث أشاعت موجة صعود بالأسواق الصينية جوا من التفاؤل، إذ يعول المستثمرون على قيادة ثاني أكبر اقتصاد في العالم تعافيا من أزمة فيروس كورونا.
وبحلول الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش، كان مؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 1.7 بالمائة، في ظل مكاسب قوية لأسهم الشركات المنكشفة على الصين، مثل منتجي السيارات والمصانع وشركات الطاقة ومصنعي المنتجات الفاخرة. وصعدت أسهم البنوك أيضا.
وارتفع مؤشر داكس الألماني وفايننشال تايمز 100 في لندن وكاك 40 الفرنسي حوالي اثنين بالمائة.
ارتفاع الطلب في ألمانيا
وفي ألمانيا، أظهرت بيانات، نشرت اليوم، أن طلبيات توريد السلع الصناعية الألمانية ارتفعت في مايو /أيار بنسبة 10.4 بالمائة، وذلك من أكبر تراجع لها على الإطلاق منذ بدء السجلات في 1991 في الشهر السابق، إذ بدأ الطلب في التعافي بعد رفع إجراءات الإغلاق العام التي فُرضت لمكافحة فيروس كورونا.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الاتحادي أن الطلبيات المحلية زادت 12.3 بالمائة، في حين ارتفعت الطلبيات من الخارج 8.8 بالمائة.
من جانبه، قال معهد إيفو الاقتصادي اليوم إن حوالي خُمس الشركات الألمانية (21 بالمائة) ترى أن أزمة فيروس كورونا تهدد وجودها.
وأوضح المعهد أن بواعث القلق تساور على نحو خاص وكلاء السفر والفنادق والمطاعم.
وقال ستيفان ساوير، الباحث في معهد إيفو، "يمكن أن نشهد موجة إفلاسات في الأشهر المقبلة".
انتعاش في بريطانيا
وخارج منطقة اليورو، صعدت أسهم شركتي بناء المنازل البريطانيتين تايلور ويمبي وبارات دفلوبمنتس حوالي خمسة بالمائة، بعد تقارير بأن وزير المالية البريطاني ريشي سوناك يعتزم رفع حد لاإعفاء من الضريبة العقارية، في إطار خطوات لاحتواء التداعيات الاقتصادية للأزمة الصحية.
وذكرت بيانات مبدئية لمجموعة صناعية أن عمليات تسجيل سيارات جديدة في بريطانيا تراجعت بواقع الثلث على أساس سنوي في يونيو /حزيران، عندما استأنف تجار سيارات كثيرون نشاطهم بعد رفع تدابير العزل العام لاحتواء مرض كوفيد-19، في تراجع بسيط عن أشهر مارس /آذار وإبريل/ نيسان ومايو/ أيار.
وتراجعت عمليات التسجيل في مارس/ آذار 44 بالمائة، وفي إبريل/ نيسان 97 بالمائة، وفي مايو/ أيار 89 بالمائة.
وقالت جمعية صناع وتجار السيارات إن نحو 145 ألف مركبة سجلت في يونيو/ حزيران، مضيفة أنه منذ بداية العام حتى الآن تراجعت السوق نحو 50 بالمائة عما كانت عليه خلال نفس الفترة في 2019.
ولم تستأنف كل مصانع السيارات البريطانية نشاطها، وتعمل مصانع كثيرة بطاقة مقلصة مع محاولة صناع السيارات تحقيق توازن بين الطلب والعرض.
وعلى الرغم من السماح لصالات بيع السيارات باستئناف نشاطها ابتداء من أول يونيو /حزيران في انكلترا، اضطر التجار في ويلز واسكتلندا للانتظار حتى 22 يونيو/ حزيران و23 يونيو /حزيران بالترتيب.