تحيا الفلافل

12 ابريل 2016
النظام السوري يعرقل إيصال المساعدات للسوريين المحاصرين (فرانس برس)
+ الخط -
عندما يتم اعتبار "ساندويتش الفلافل" منتجا نهائيا، ولا بد من إعادة دراسة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في الصنع، فأنت، ودونما شك، في سورية الأسد.

أما أن تغدو "ساندويتش الفلافل" منتج رفاهية لا يستطع سوريو الداخل أكله أنى شاؤوا، بعد أن وصل سعر الساندويتش إلى أكثر من 150 ليرة وتثبيت الأجور عند 30 ألف ليرة، فذلك تتمة لسورية الأسد التي تخوض حربا كونية ضد الإمبريالية العالمية والمؤامرة الكونية.

قصارى القول: بعيداً عن التهكم أو الاتهامية، طلبت جمعية المطاعم الشعبية في دمشق من مديرية التجارة الداخلية في وزارة الاقتصاد وجمعية حماية المستهلك، رفع سعر "الساندويتش" إلى أكثر من 150 ليرة، نظراً لارتفاع أسعار مكوناته، من خبز وبندورة وحمص وزيت، وملح أيضاً، ووعدت المديرية بدراسة تكاليف صناعة الساندويتش ورفع الأسعار بما يتناسب مع أسعار المكونات الأساسية لهذا المنتج.

قد يكون من حق المطاعم أن تطالب برفع الأسعار، بعد أن تعدى سعر كيلو البندورة بدمشق 250 ليرة والحمص 400 ليرة وعبوة الزيت 650 ليرة، نظراً لتراجع معروضها بالأسواق، بعد تصدير باخرتي غذاء لروسيا والإعداد لتصدير الثالثة.

ولكن، أين حقوق السوريين، حتى في أكل الفلافل ليستمروا على قيد الحياة، ولو بأبشع أشكالها، إذ وبحسبة بسيطة لأسرة سورية مكونة من خمسة أفراد، آثرت الموت بالداخل، عنه في البحر أو الذل في دول الجوار، إذا أكلت وجباتها الثلاث فلافل، فهذا يعني أنها ستنفق، على الفلافل فقط، أي دونما لباس ودواء وتعليم ونقل وفواتير وغيرهم، نحو 22500 ليرة، وهو ما يعادل تقريباً، دخل العامل في الدولة في حكومة بشار الأسد.

أما إن حاولنا توسيع الرؤية قليلاً، لننظر إلى توسل الأمم المتحدة لنظام الأسد وشركائه في الحرب، ليسمحوا بدخول الطعام والدواء إلى سكان المناطق المحاصرة، الذين يموتون جوعاً ومرضاً، فوقتها قد نقول: تحيا الفلافل.

خلاصة القول: في الأمس، ناشد يان إيغلاند، مستشار الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة، العالم المتحضر ليساعدوا الأمم المتحدة المتحضرة على إقناع النظام السوري المتحضر ليسمح للمتحضرين بإدخال المساعدات للمحاصرين، لأن فرق المساعدات الإنسانية لم تتلق بعد الضوء الأخضر من طرف النظام السوري لإيصال المساعدات إلى ثلاث مناطق سورية محاصرة.

طبعاً، ولزوم اكتمال جوقة التسول باسم السوريين وذرف الدموع لجوعهم وموتهم، عبر إيغلاند عن خيبة أمله، نظرا لعدم قدرة فريق عمله الوصول إلى المحاصرين من أجل إدخال المساعدات الإنسانية.

وليجلي المسؤول الأممي ما قد ينتج من خلط فهم، أكد بعد أسفه أن في سورية 18 منطقة محاصرة من نظام الأسد وحزب الله ولا يمكن الوصول إليها لتقديم إكسير الحياة.

فإذا كان العالم يعجز عن تقديم الغذاء لسوريين محاصرين، فلا عتب على جمعية المطاعم التي تطالب برفع سعر الفلافل لغير المحاصرين...أما إن تمرَّد السوريون على أسعار الفلافل وفق الأسعار العالمية، فهاكم البديل في إخوتكم المحاصرين.

 

المساهمون