دفع إرنستو فالفيردي، مدرب برشلونة، ثمن اتباع سياسة التدوير والاعتماد على البدلاء أمام إشبيلية، ليخسر بهدفين نظيفين، وبات مهدداً بالخروج من دور الثمانية في كأس ملك إسبانيا الذي حقق لقبه في آخر أربع سنوات. لكن على غير العادة، لا يبدو أن هناك شعورا بالمرارة من الهزيمة داخل النادي "الكتالوني".
وظهر إجماع بين فالفيردي ولاعبيه بعد الخسارة في ذهاب دور الثمانية في معقل النادي "الأندلسي" على أن كأس الملك لا يمثل أولوية لبرشلونة هذا الموسم، ومن الممكن الاستغناء عنه للتركيز في ثنائية "الليغا" ودوري أبطال أوروبا، وتدعم الإدارة هذا التوجه بجانب معظم الجماهير.
وفي دور الـ16، خسر برشلونة ذهاباً (2 – 1) أمام ليفانتي، بعد أن اعتمد فالفيردي على ثلاثة لاعبين أساسيين فقط، قبل أن ينتفض إياباً ويتفوق بثلاثة أهداف نظيفة. ويبدو أن المدرب سيتمسك بسياسة التدوير في لقاء الإياب في ملعب "كامب نو" أمام إشبيلية مهما كانت النتائج.
واعترف فالفيردي بأن الخسارة أمام روما في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا كانت بسبب الإرهاق البدني نتيجة إنهاك اللاعبين الأساسيين في كل البطولات، وتشمل كأس الملك، لذلك لن يكرر الخطأ نفسه.
واتفق معه المدافع جيرارد بيكيه، وأكد بعد المباراة أنه لا يوجد هوس بلقب كأس الملك هذا الموسم، موضحاً "إذا نجحنا في التعويض في الإياب فهذا جيد، وإن لم ننجح سنحاول في الموسم المقبل. هناك الكثير من المباريات خلال العام".
وقال المهاجم الأوروغواي لويس سواريز، الذي شارك كبديل أمام إشبيلية، بينما غاب الهداف ليونيل ميسي عن التشكيلة نهائياً "شهر يناير هو أصعب شهر في الموسم. بطولة الكأس مهمة، لكن الأهم جمع النقاط في الليغا والتفكير في مستقبلنا في دوري الأبطال".
وإلى جانب ليونيل ميسي، أراح فالفيردي كلا من سواريز وجوردي ألبا وبوسكيتس، وهم من الأعمدة الأساسية في الفريق، ومن الممكن الدفع بهم كبدلاء في الكأس، ليمنحهم أكبر قسط ممكن من الراحة رغم ضعف البدائل.
ويمثل هذا تحولاً غريباً في سياسة برشلونة الذي اعتاد على المنافسة على "الثلاثية" كل موسم في السنوات الأخيرة، لكن لقب دوري الأبطال بات يمثل شغفا للنادي، خاصة بعد أن احتكر الغريم اللدود ريال مدريد اللقب في آخر ثلاثة مواسم.