تحول 250 مسلماً إلى الهندوسية يثير جدلاً هنديّاً

11 ديسمبر 2014
تخوف من تحول الاحتجاجات إلى عنف (GETTY)
+ الخط -

أثار اعتناق نحو 250 مسلماً، من سكان الأحياء الفقيرة بشكل جماعي الهندوسية، احتجاجات وضجة سياسية في الهند هذا الأسبوع.

فقد غيرت 57 أُسرة دينها في مراسم نظمتها جماعة هندوسية متشددة في أجرا بولاية أوتار براديش في شمال الهند. وتدخلت الشرطة، يوم أمس الأول الثلاثاء، بعد أن قال كثيرون ممن ورد أنهم غيروا دينهم إنهم ضُللوا.

وجماعة باجرانج دال الهندوسية التي رتبت تلك المراسم تابعة للمنظمة القومية الهندوسية "راشتريا سوايامسيفاك سانغ" التي تسعى إلى توحيد الهندوس "للرقي بالأمة إلى قمة المجد".

وحضر مسؤول، في جماعة باجرانج دال في ولاية أوتار براديش يدعى أجو تشوهان، مراسم التحول الديني، وقال: إن من اعتنقوا الهندوسية فعلوا ذلك بكامل إرادتهم.

وأضاف "إنه برنامج صحوة عادت بموجبه 57 أُسرة تؤمن بالهندوسية إلى دينها بإرادتها الحرة. أسلاف هذه الأُسر قبلت الإسلام قبل 25 أو 30 عاماً وربما قبل ذلك. لكن هؤلاء الناس فهموا الآن أن مصالحهم تتوافر في الديانة الهندوسية فقط، وبالتالي اختاروا العودة إلى هذا الدين".

وعلى الرغم من ذلك قال البعض، إنهم شاركوا في المراسم بعد أن عُرضت عليهم بطاقات هوية حكومية تشير إلى أنهم يعيشون تحت خط الفقر، ومن ثم يحق لهم الحصول على القمح والأرز بأسعار رخيصة. وقالوا إنهم لم يكونوا يعلمون أنها مراسم لتغيير دينهم.

وقالت امرأة تدعى منيرة شاركت في المراسم، إن الجماعة الهندوسية لم تبلغهم أبداً بهدف تلك المراسم.

وأضافت "ما جرى، بالأمس، حدث دون علمنا. لم نكن نعرف أن هؤلاء الناس سيجبروننا على التحول عن الإسلام إلى الهندوسية. أبلغونا، في البداية، أن علينا أن نرتدي أفضل ما عندنا من ملابس ثم نذهب ونجلس معهم في احتفال. ثم طالبوا الرجال جميعاً بوضع قبعاتهم والنساء بارتداء البراقع".

وتابعت منيرة أنهم لم يدركوا إلا بعد انتهاء المراسم أنها كانت لتحولهم إلى الهندوسية، حين أخذ أحد المنظمين قبعة أحد الرجال وداسها وأعلن أنهم الآن أصبحوا يعتنقون الهندوسية.

وأصبح تحويل الديانة مثار انتقادات في الشهور الأخيرة، في الوقت الذي يطالب فيه خصوم رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، بأن يكبح مودي الجماعات الدينية التابعة لحزبه بهاراتيا جاناتا التي تسعى إلى الترويج لبرنامج تهيمن عليه الهندوسية.

وانتقد نواب المعارضة في البرلمان ذلك، وقالوا إن الحزب الحاكم ينتهك دستور الهند العلماني.

وقال الزعيم في حزب المؤتمر المعارض، مانيش تيواري، أمس الأربعاء: "تغيير الدين بالقوة اعتداء إجرامي. وأي شخص يفعل ذلك يجب أن يتحمل المسؤولية. الحكومة -للأسف- أطلقت العنان لأجهزتها في الأقليات العاجزة. في أوقات تقع أحداث شغب. وفي أوقات أخرى يحدث تحول للدين. وإذا استمرت الأمور كذلك سيحدث تشوش وفوضى في البلاد".

وقال الوزير مختار عباس نقوي إن المنتقدين المعارضين عليهم السماح للشرطة بإجراء تحقيقاتها وعدم القفز إلى نتائج.

وأثارت أنباء التحول الديني احتجاجات من جانب المسلمين في شمال الهند. وتظاهر مئات في شوارع مدينة أجرا، أمس، مطالبين بتحقيق وإجراء صارم، فيما يتعلق بهذه القضية.

وقال زعيم إسلامي شارك في الاحتجاجات ويدعى، أسلم قريشي "انتشرت هذه الأنباء في أجرا وفي أنحاء الهند. هذه مؤامرة لتحويل المسلمين إلى الهندوسية. لكن مؤامرتهم لن تتحقق".

ورفع أعضاء في جماعة علماء الهند الإسلامية شعارات مناهضة في مدينة سريناجار في ولاية جامو وكشمير.

ويعتنق نحو خُمس سكان الهند البالغ عددهم 1.27 مليار مسلم ديانات غير الهندوسية.

وعلى الرغم من أن المسلمين يعتبرون أقلية في الهند لا تزيد نسبتهم على 15 في المائة من الهنود فإن عددهم في البلاد يقدر بنحو 175 مليون نسمة.

دلالات