على الرغم من الهدوء الحذر الذي ساد المناطق التي شهدت اشتباكات بين القوات العراقية والبشمركة خلال الليلة الماضية، إلا أن التحشيد العسكري لا يزال مستمرا على خطوط المواجهة بين الجانبين.
وأكد مصدر أمني بمحافظة نينوى، اليوم الجمعة، أن منطقة زمار (شمال غرب الموصل) شهدت هدوءاً حذرا خلال الليلة الماضية، مبينا أن المنطقة التي قتل وأصيب فيها العشرات أمس الخميس في مواجهات بين الجيش العراقي والبشمركة شهدت تحشيدا عسكريا غير مسبوق لقوات عراقية وكردية الأمر الذي يرجح اندلاع الاشتباكات مجددا.
وفي السياق ذاته، قالت وسائل إعلام كردية، اليوم، إن وفدا عراقيا وصل على متن مروحيات إلى منطقة زمار من أجل بحث سبل تمكن القوات العراقية من التمركز في المنطقة للعبور منها باتجاه معبر فيشخابور الحدودي.
وأفاد المصدر الأمني سالف الذكر بوصول قوات عراقية إضافية من الجيش والشرطة الاتحادية إلى محيط سهل نينوى (شمال شرق الموصل) في محاولة لإنهاء الخروقات التي حدثت في هذه المناطق، مؤكدا أن القوات الكردية عززت تواجدها في مواقعها القريبة من سهل نينوى والمؤدية إلى حدود إقليم كردستان العراق.
ولفت، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى وجود توتر أمني كبير في مناطق شمال الموصل دفع عددا كبيرا من السكان إلى المغادرة باتجاه القرى المجاورة خشية اندلاع اشتباكات قد لا تنتهي بسهولة، مشيرا إلى انتشار عناصر المليشيات المسيحية على أطراف سهل نينوى.
وتأتي هذه التطورات في وقت جدد فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مطالبته أربيل بتسليم مطارات ومنافذ الإقليم للحكومة العراقية خلال تلقيه اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي صدر في وقت مبكر من الجمعة، فإن العبادي وتيلرسون ناقشا مستجدات انتشار القوات العراقية الاتحادية في كركوك والمناطق المتنازع عليها، والأوضاع السياسية والأمنية التي تلت ذلك، فضلا عن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية لتحرير غرب الأنبار من تنظيم "داعش" الإرهابي.
ونقل البيان عن العبادي قوله إن بغداد مصممة على تطبيق القانون والدستور في جميع المناطق، مطالبا أربيل بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات للسلطة الاتحادية.