ينص الدستور المصري بشكل واضح على حرية الاعتقاد، لكن في مصر نفسها حصل المشهد التالي مباشرة على الهواء:
مشادة على الهواء بين مسلم سني ومسلم شيعي تصل حد اللعنات، والمشاهد يسمعها كلها حرفياً.
الإعلامي وائل الإبراشي أطلّ علينا إذاً، بحلقة من برنامجه "العاشرة مساء" كان محور حديثها عن الشيعة والتشيّع في مصر، مردداً طوال الحلقة أن هدفه هو "نزع فتيل الانفجار ودرء الفتنة". ورغم ذلك حدث الانفجار مرات عدة أمامه وعلى الهواء مباشرة، ولم يتدخل. بل وساهم بشكل أو بآخر في ازدياد حدة هذا الانفجار.
الحلقة التي كان ضيوفها الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف، ورئيس ائتلاف الصحب وآل البيت الوليد اسماعيل، والطبيب الشيعي أحمد هلال، كانت عبارة عن مشاجرة على الهواء لا طائل من ورائها. ولم يرقَ ما جاء فيها لمستوى المناقشة الفكرية، بين أشخاص جمعهم دين واحد وفرّقهم مذهب. فالهجوم على الطبيب الشيعي وصل إلى حد التجريح به شخصياً واتهامه باتهامات جنسية! كما طالب أحد الضيوف بسجنه حتى لا يفتك به المسلمون السنّيون، في تحريض واضح على قتل الرجل الذي جُل ما فعله أنه اختلف معهم في الفكر والمعتقد.
كل هذه المشاهد التي دارت على الهواء مباشرة وعلى مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين أعادت لنا صورة من صور التمييز الطائفي والمذهبي الذي يعاني منها المواطن المصري، والذي لا ينتمي لدين الاغلبية ولا مذهبهم. فلا نستبعد بعد هذه الحلقة رؤية الطبيب الشيعي أحمد هلال مسحولاً كالشيخ حسن شحاته الذي قُتل العام الماضي بمنطقة زاوية أبو مسلم في الجيزة، بعد الهجوم على منزل الإمام الشيعي إثر تزايد التحريض على قتله.
يلعب الإعلام دوراً خطيراً وكبيراً في التحريض على كل مختلف: كل مطالب بحرية جنسية هو باحث عن الرذيلة، وكل مطالب بحرية اعتقاد هو ملحد، أو شيعي تواجده خطر على أمن مصر القومي...
والأسوأ من كل ذلك أن التحريض حصل في حضرة إعلامي مخضرم كوائل الإبراشي، مهمته أن يستضيف من يرتقون بالحوار والمشاهد مهما كانوا مختلفين، يناقشون القضية من دون تحريض أي منهم على الآخر. لكن ما حصل هو أن الإبراشي ترك ضيوفه يحرضون على الضيف الشيعي، ويتهمونه في شرفه، من دون اعطاء مساحة ولو قليلة لعرض وجهة نظره أو مناقشة كل هذا السيل من الاتهامات.
مشادة على الهواء بين مسلم سني ومسلم شيعي تصل حد اللعنات، والمشاهد يسمعها كلها حرفياً.
الإعلامي وائل الإبراشي أطلّ علينا إذاً، بحلقة من برنامجه "العاشرة مساء" كان محور حديثها عن الشيعة والتشيّع في مصر، مردداً طوال الحلقة أن هدفه هو "نزع فتيل الانفجار ودرء الفتنة". ورغم ذلك حدث الانفجار مرات عدة أمامه وعلى الهواء مباشرة، ولم يتدخل. بل وساهم بشكل أو بآخر في ازدياد حدة هذا الانفجار.
الحلقة التي كان ضيوفها الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف، ورئيس ائتلاف الصحب وآل البيت الوليد اسماعيل، والطبيب الشيعي أحمد هلال، كانت عبارة عن مشاجرة على الهواء لا طائل من ورائها. ولم يرقَ ما جاء فيها لمستوى المناقشة الفكرية، بين أشخاص جمعهم دين واحد وفرّقهم مذهب. فالهجوم على الطبيب الشيعي وصل إلى حد التجريح به شخصياً واتهامه باتهامات جنسية! كما طالب أحد الضيوف بسجنه حتى لا يفتك به المسلمون السنّيون، في تحريض واضح على قتل الرجل الذي جُل ما فعله أنه اختلف معهم في الفكر والمعتقد.
كل هذه المشاهد التي دارت على الهواء مباشرة وعلى مرأى ومسمع من ملايين المشاهدين أعادت لنا صورة من صور التمييز الطائفي والمذهبي الذي يعاني منها المواطن المصري، والذي لا ينتمي لدين الاغلبية ولا مذهبهم. فلا نستبعد بعد هذه الحلقة رؤية الطبيب الشيعي أحمد هلال مسحولاً كالشيخ حسن شحاته الذي قُتل العام الماضي بمنطقة زاوية أبو مسلم في الجيزة، بعد الهجوم على منزل الإمام الشيعي إثر تزايد التحريض على قتله.
يلعب الإعلام دوراً خطيراً وكبيراً في التحريض على كل مختلف: كل مطالب بحرية جنسية هو باحث عن الرذيلة، وكل مطالب بحرية اعتقاد هو ملحد، أو شيعي تواجده خطر على أمن مصر القومي...
والأسوأ من كل ذلك أن التحريض حصل في حضرة إعلامي مخضرم كوائل الإبراشي، مهمته أن يستضيف من يرتقون بالحوار والمشاهد مهما كانوا مختلفين، يناقشون القضية من دون تحريض أي منهم على الآخر. لكن ما حصل هو أن الإبراشي ترك ضيوفه يحرضون على الضيف الشيعي، ويتهمونه في شرفه، من دون اعطاء مساحة ولو قليلة لعرض وجهة نظره أو مناقشة كل هذا السيل من الاتهامات.