أطلق عدد من المسؤولين الإسرائيليين اتهامات عنصرية لجهة تحمّل مسؤولية اشتعال النيران لمواطنين عرب في الداخل وفلسطينيين من الأراضي المحتلة، في الوقت الذي تواصل فيه طواقم الإطفاء الإسرائيلية، مواجهة النيران المندلعة في مدينة حيفا، بالموازاة مع إخلاء عشرات آلاف السكان من المدينة، بعد ساعات من اشتعال النيران دون تمكن القوات الإسرائيلية من إخمادها.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أول من لمّح إلى أن النيران المشتعلة في إسرائيل منذ ثلاثة أيام قد تكون اشتعلت بفعل فاعل، وليس بسبب سوء الأحوال الجوية، في الوقت الذي أشارت فيه السلطات المهنية إلى احتمالات كبيرة لاندلاع النيران بفعل إهمال المتنزهين الإسرائيليين أنفسهم، أمس الأول في منطقة القدس، إذ اشتعلت النيران في جبال القدس، ووصلت ألسنتها بلدة نطوف.
ومع أن الشرطة الإسرائيلية سارعت أمس إلى اعتقال أربعة فلسطينيين في منطقة القدس، للاشتباه بأنهم وراء إشعال النيران في جبال القدس، إلا أن المحكمة الإسرائيلية أطلقت سراحهم في وقت سابق اليوم.
وعلى الرغم من ذلك عاد وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان إلى القول إنّ نصف حالات اشتعال النيران قد كانت بفعل فاعل، وهو ما كرره أيضا وزير المواصلات يسرائيل كاتس الذي أعلن أنه سيسعى إلى تشديد العقوبات على مضرمي النيران إلى حدّ مصادرة أملاكهم.
وعلى أثر هذه التصريحات، ادعى قائد وحدة المطافئ في مدينة حيفا شمعون بن نير، في مقابلة مع إذاعة الجيش العسكرية "غالي تساهل"، أن إحدى الحرائق التي اشعلت في حيفا صباح اليوم، كانت مدبّرة وكان الهدف منها تعطيل محطة المطافئ في المدينة وتخريب ممتلكاتها، وتابع الضابط: "أعرف بصورة قاطعة أنهم حاولوا إحراق محطة المطافئ في حيفا من أجل شلّ عملنا في المدينة".
من جهته زعم وزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، الذي يمثل التيار الديني الصهيوني المتطرف، أن من أشعل هذه الحرائق هم أشخاص لا يحبون هذه البلاد، في إشارة منه إلى تحويل الأمر إلى مسألة قومية صدرت عن الفلسطينيين.
وتأتي هذه الاتهامات على الرغم من أن مسؤولين في سلك المطافئ الإسرائيلية كانوا أعربوا عن اعتقادهم أن الحرائق اندلعت بفعل سوء الأحوال الجوية والرياح الشديدة من جهة، وبسبب إهمال المتنزهين الإسرائيليين من جهة ثانية، فيما ركز الإعلام الإسرائيلي اليوم على الحرائق المشتعلة في مدينة حيفا والمخاوف من امتدادها، خاصة أن الحرائق اندلعت أيضا في مناطق مختلفة قريبة من البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، منها مدينة أم الفحم، ووادي عارة وقرب باقة الغربية في المثلث.
في غضون ذلك، أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية المساعدات التي حصلت عليها إسرائيل من الدول الأجنبية في إخماد الحرائق، خصوصاً استجابة الدول التي توجهت إسرائيل لها بطلب المساعدات وفي مقدمتها روسيا، وقبرص واليونان وكرواتيا.
وبيّنت وسائل الإعلام أيضا على نحو خاص تطوع إيطاليا بإرسال طائرات لإخماد الحرائق، وقيام تركيا بإرسال خمس طائرات للمساعدة في إخماد النيران المشتعلة.