تحوّل إقليم كردستان، خلال الأسابيع الأخيرة، إلى نقطة حراك سياسية دبلوماسية، بعد سلسلة من الزيارات الخارجية لمسؤولين من الإقليم، واستقبالهم مسؤولين أجانب. وتمحور الحراك حول أهميّة تقديم الدعم لقوات "البشمركة" في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، وقد تلقّت القوات وعوداً بنيل الدعم.
في هذا السياق، يكشف أمين عام وزارة "البشمركة"، الفريق جبار ياور، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "أسلحة أميركية في طريقها إلى قوات البشمركة، تتضمّن دبابات وعربات هامفي، ومدرّعات أم برايس ومدفعية ثقيلة، وقد وصلت إلى الكويت، على أن تصل إلى إقليم كردستان خلال شهر". ويوضح ياور أن "الولايات المتحدة قررت تسليح لواءين كاملين من البشمركة بنفس التسليح والتجهيز، الذي تجهز به جيشها، وأن الأسلحة المُنتظر وصولها هي لغرض تسليح اللواءين".
من جهة أخرى، قام وفد من الوزارة بزيارة إلى إيطاليا، بناءً على دعوة من حكومتها. وقد أجرى الوفد لقاءً مع وزيرة الدفاع الإيطالية، روبيرتا بينوتي، وقدّم لها قوائم باحتياجات قوات "البشمركة" من الأسلحة والمعدات، التي تتضمن معدات وقاية من الغازات الكيمياوية وأسلحة ثقيلة ومعدات.
اقرأ أيضاً: تحذير أممي من تدهور أوضاع النازحين في كردستان العراق
وفي السياق ذاته، وجّه العديد من المسؤولين الأكراد اتهامات للحكومة العراقية ومسؤوليها، لـ"عدم تخصيصها حصة من الأسلحة التي تعقدها مع عددٍ من الدول، وتلك التي تتلقاها باسم البشمركة". كما لم تنفع مطالبات إقليم كردستان لبغداد بصرف ميزانية مالية لقواتها، تُعينها على دفع رواتب ما يزيد على مائة ألف عنصر من "البشمركة"، يخدمون على خطوط التماس مع "داعش"، التي تمتد بطول 1050 كيلومتراً من شرق العراق إلى غربه.
وعلى صعيد دعم القوات الكردية في الحرب ضد "داعش"، أعلن وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر، عن وجود توجّه لتشكيل قوة استهداف متخصصة للتدخل السريع أميركية ـ كردية مشتركة. وأبلغ كارتر، لجنة الخدمات المسلّحة في مجلس النواب، يوم الثلاثاء، بـ"تشكيل قوة استهداف مُخصصة للتدخل السريع، من أجل إجراء المزيد من العمليات الأميركية في العراق".
وأشار وزير الدفاع الأميركي، إلى أن "الأمر تمّ بالتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية، ونحن سننشر عناصر لقوة استهداف متخصصة للتدخل السريع لمساعدة قوات البشمركة، والضغط أكثر على داعش. ومع مرور الوقت سيُصبح في إمكان هؤلاء العناصر شنّ غارات وتحرير الرهائن وجمع المعلومات الاستخباراتية والقبض على قادة داعش".
وأضاف أن "القوة الخاصة سترفع من مستوى معلومات الاستخبارات وتنتج المزيد من الأهداف والغارات والتقدم. وستتم العمليات في العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية والتي تركز على الدفاع عن حدودها وبناء قدرة قوات الأمن العراقية الخاصة". وسيكون من شأن إشراك القوات الكردية في مثل هذه التشكيلات المشتركة حصولها على أسلحة ومعدات قتالية.
ويأتي ذلك في وقت أنهى فيه رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، زيارة الى كل من الإمارات والسعودية، التقى فيها كبار المسؤولين. وقال رئيس ديوان رئاسة الإقليم، فؤاد حسين، الذي رافق البرزاني في الزيارة، إن "السعوديين وعدوا بدعم الإقليم في موضوع محاربة داعش، كذلك مساعدة الإقليم في الأزمة الاقتصادية التي يعانيها بسبب الحرب وإجراءات الحكومة الاتحادية العراقية العقابية بحقه". ويرى مراقبون أن "زيارة البرزاني الى الدولتين الخليجيتين ستكون مؤثرة، في تقديم الدعم لقوات البشمركة والدعم السياسي للإقليم".
بدوره، يعتبر السياسي الكردي التركي عثمان أوجلان، أن "البرزاني استُقبل في السعودية كرئيس دولة، لأن دول الشرق الأوسط والعالم تتأهّب للدولة الكردية". ويقول أوجلان، وهو شقيق مؤسس حزب "العمال الكردستاني" التركي المحظور، عبدالله أوجلان، للموقع الرسمي للحزب: "نعلم أن خريطة جديدة تُعَدّ للشرق الأوسط، وتعلم جميع دول العالم أن إقليم كردستان سيكون جزءاً من تلك التغييرات وتتأهب لإعلان الدولة، وأن القتال ضد داعش وانتصار قوات البشمركة على الإرهابيين مهّد الأرضية المناسبة ليتجه الأكراد نحو إعلان دولتهم. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري جداً من الناحية الاقتصادية أن يقيم الإقليم علاقات جيدة مع الدول العربية لأن ذلك يكون أحد عوامل التطور الاقتصادي".
اقرأ أيضاً: قبور سنجار الجماعية.. جرائم إبادة تبحث عن توثيق