نظم أهالي مخطوفين ومفقودين لبنانيين وقفة احتجاجية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت عصر اليوم الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين، وللمطالبة بتفعيل قانون المفقودين الذي أقرّه مجلس النواب قبل تسعة أشهر.
وتمثل الطلب الذي كرره الأهالي الذين تجمعوا في مناطق عدة لتوصيل صوتهم، ليس للدولة اللبنانية فقط، بل وللشعب أيضاً، في تشكيل لجنة من النواب لتفعيل القانون كي تطمئن قلوبهم أن الأمل في معرفة مصير المفقودين والمخطوفين لم يعد مجرد فكرة، بل يمكن ترجمته على أرض الواقع.
وقالت رئيسة لجنة أهالي المفقودين، وداد حلواني، إنه "من دون تكاتف اللبنانيين معاً للضغط على المسؤولين فإن الأمل سيبقى ضعيفاً. نجول من منطقة إلى أخرى عسى أن يشعر المواطنون بأوجاعنا، ويتضامنوا معنا".
وتوضح الحلواني أنها أجبرت على تحمّل مسؤولية اللجنة بعد أن أدركت أن زوجها ليس المفقود الوحيد، بل إنها واحدة من أكثر من 1700 عائلة فقدت شخصاً.
لا يزال عبد الناصر علامة ينتظر معرفة مصير شقيقه علي الذي اختطف من منزله في صبرا عام 1982، وقال علامة إن "الأمل دائماً موجود، ولجنة الأهالي ستكرر هذه التحركات حتى تحصل على نتيجة".
وبالمثل، تنتظر سهاد كرم معرفة مصير زوجها الذي خرج من منزله في جبل لبنان ولم يعد قبل 36 سنة، وأكّدت كرم أنها وأولادها لم يفقدوا الأمل يوماً بعودته، وأنها تشارك في كافة النشاطات منذ عشر سنوات. "سنظل نطالب بحقنا في كشف مصيرهم. في الفترة الأخيرة كثّفنا التحركات لأن القانون الجديد أعاد لنا الأمل"، مشددة على أهمية تشكيل هيئة لتفعيل القانون بما يساعدهم على معرفة مصير ذويهم.
المفقود عبد الهادي المعلم كان في طريقه إلى المنزل حين اختطف قبل ثلاثين سنة، وبعدها انقطعت أخباره، وقالت زوجته المشاركة في الحركة الاحتجاجية إنهم حاولوا التواصل مع كثير من المسؤولين، ولكن دون جدوى. "كانوا يخبروننا أنه سيظهر لاحقاً، لتمضي الأيام والسنوات ولا يظهر. ولا عيد بيمرق (يمر) عادي، كل مناسبة فيها غصة لأن رب البيت غائب، ولا نعرف مكانه. عايش أو ميت، لم يعد يهمني سوى معرفة مصيره".
يتابع الأهالي تحركاتهم في مناطق لبنان المختلفة، متسلحين بما تبقى لديهم من صبر وأمل، ومطلبهم الأوحد معرفة مصير ذويهم، أمواتاً كانوا أم أحياء.