تحذير من تداعيات فضيحة اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا

09 يناير 2017
مؤامرات إسرائيلية تهدف للإطاحة بساسة بريطانيين (نكيلاس هالين/فرانس برس)
+ الخط -


اعتبر معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، أن الكشف عن تورط موظفين بالسفارة الإسرائيلية في لندن في مؤامرات تهدف للإطاحة بساسة بريطانيين، ينسجم مع السياسة المعلنة التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية.

وقال إن الكشف الذي أنجزته قناة "الجزيرة" الإنكليزية يشي بطابع ما سمّاه "العمليات السوداء" التي تقوم بها إسرائيل وتهدف إلى المس بسمعة كل من ينظر إليه في تل أبيب "كعدو لإسرائيل".

وشدد ميلمان على أنه رغم اعتذار السفير الإسرائيلي مارك ريغف وإعلان وزارة الخارجية عن وقف استخدام مساعد المفوض السياسي شاي متوس، المتورط الرئيس في القضية، فإن ما قام به الأخير ينسجم مع التوجهات العامة للحكومة الإسرائيلية.

واستذكر معلق الشؤون الاستخبارية في "معاريف" أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو أعلن مؤخرا عن "خطوات انتقامية ضد حكومات أيدت قرار مجلس الأمن 2334 الذي ندد بالاستيطان في الضفة والقدس".

ولفت ميلمان إلى أن الكشف ينسجم مع قرار الحكومة الإسرائيلية تخصيص مبلغ 180 مليون شيكل (47.3 مليون دولار) لمواجهة الحركات التي تدعو لمقاطعة إسرائيل. وأعاد للأذهان حقيقة أن وزارة التهديدات الإستراتيجية قد أعلنت عن خطوات متسارعة لتجنيد موظفين جدد للعمل ضمن هيئة خاصة مهمتها تخطيط وتنفيذ الحرب على الجهات التي تعادي إسرائيل وتدعو لمقاطعتها.

وأشار إلى أن معظم العاملين في الطاقم هم من أشخاص عملوا كضباط كبار في الأجهزة الاستخبارية، مشيرا إلى أن وكيلة وزارة التهديدات الإستراتيجية الجنرال سينل فاكنين جيل أكدت ذلك.

واعتبر أن وثائقي "الجزيرة" أثار فوراً شكوكا بأن تكون "وزارة التهديدات الإستراتيجية"، التي يديرها وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان وراء هذا المخطط، على اعتبار أنها تتولى بشكل رسمي مهمة مواجهة أنشطة حركة المقاطعة الدولية "BDS" وضد كل جهة أو شخص تعرفه الحكومة الإسرائيلية على أنه "عنصر معادٍ لإسرائيل".

وحذر ميلمان من التداعيات السلبية للفضيحة في كشف سلوك السفارة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن الكشف عن القضية يمكن أن يهدد علاقات إسرائيل بدول تعد صديقة لها.

وأوضح أن ما فاقم الحرج لدى إسرائيل حقيقة أنه قد تبين أن وزارة الخارجية والسلك الدبلوماسي ممثل في متوس هو من كان وراء القضية، معتبراً أن ما زاد الأمور تعقيدا حقيقة أن الوظيفة التي يشغلها متوس لا تمنحه حصانة دبلوماسية، إذ إن هناك مئات الموظفين في سفارات إسرائيل مثل متوس لا يحظون بهذه الحصانة.

وأشار إلى أن متوس يتولى عمليا حاليا مهام المفوض السياسي في السفارة الإسرائيلية في لندن لأن المفوض إيتان نائيه تم تعيينه مؤخرا سفيرا لإسرائيل في أنقرة.

وأعاد ميلمان للأذهان حقيقة الخلفية الحزبية والأيديولوجية اليمينية المتطرفة لمتوس الذي عمل قبل انضمامه لطاقم السفارة في لندن مساعدا برلمانيا لوزيرة الثقافة والرياضة الليكودية المتطرفة ميري ريغف، عندما كانت عضوا في "لجنة الخارجية والأمن" في البرلمان. وأشار إلى أن متوس الذي تسرح من الجيش كنقيب في سلاح البحرية، شغل منصب رئيس قسم المنظمات الدولية في قيادة التنسيق العسكرية في قطاع غزة.

وتوقع أن يزداد منسوب الحرج الإسرائيلي في أعقاب عرض الجزيرة الإنكليزية قريبا الوثائقي الذي يكشف طابع الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الحركات التي تدعو لمقاطعتها بسبب سلوكها ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وأشار إلى أن "الجزيرة" تمكنت من توريط إسرائيل في هذه الفضيحة من خلال اختراق معد الوثائقي جماعات بريطانية مؤيدة لإسرائيل. وأشار إلى أن الوثائقي لا يمثل ضربة للدبلوماسية الإسرائيلية فقط بل أيضا للجهات البريطانية المؤيدة لإسرائيل، على اعتبار أن متوس ظهر في الوثائقي برفقة مساعدة لوزير بريطاني سابق.

ولفت ميلمان إلى أن ما ورد على لسان متوس "تقع في صلبه أفكار بشأن تنفيذ عمليات سوداء وتتمثل بالقذف والتشهير بكل من يُعتبر خصما لإسرائيل، وهي عمليات قد تورط الحكومة في انتهاك سيادة دول أخرى والتدخل في شؤونها الداخلية".

وقد تم توثيق متوس وهو يدعو إلى توظيف نواب في البرلمان من أجل الإطاحة بنائب وزير الخارجية ألان دانكن بسبب مواقفه المؤيدة للفلسطينيين، في حين سخر من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون واصفا إياه بـ "الأبله".

كما تحدث متوس عن أن السفارة تملك ميزانية قدرها مليون جنيه استرليني (نحو خمسة ملايين شيقل) لتمويل زيارات نواب وقادة جمهور آخرين من بريطانيا إلى إسرائيل.