حذّرت مفتشية صاحبة الجلالة من الأزمة الوطنية الناجمة عن نقص في شرطة العاصمة يبلغ 700 شرطي. وأشارت إلى أنّ بعض قوى الشرطة تبرّر التباطؤ في الاستجابة للمكالمات الطارئة على رقم 999، بانخفاض عدد رجال الشرطة. إلى ذلك، وجد تقرير صادر عن المفتشية أنّ معظم القوى الثلاث والأربعين في بريطانيا وويلز تقدّم خدمة جيدة، بيد أنّ بعضاً منها خيّبت أمل الضحايا.
وأفاد المفتّشون في التقرير السنوي لقوات الشرطة بأنّ ثمّة عدداً قليلاً جداً من رجال المباحث في بعض المناطق بالإضافة إلى تضاؤل ما يعرف بشرطة الجوار. والأخيرة تقوم على جهد جماعي حقيقي، يشمل مجموعة من الوكالات الشريكة والسكان المحليين الذين يعملون معاً لتوجيه عمل الشرطة في منطقة ما. كذلك، بيّنوا أنّ الضباط يعتقلون عدداً أقلّ من الناس ويؤجّلون حلّ جرائم كثيرة، فلا يعدّون تحقيقاً مناسباً حولها. وقال سير بيتر فاهي، وهو مسؤول سابق في الشرطة، إنّ قواتها سوف تضطر إلى القيام بالأمور بطريقة مختلفة في المستقبل، في حال استمرار الحكومة في المطالبة ببذل مزيد من الجهد مع عدد أقلّ.
يخبر دان جوزيف "العربي الجديد" أنّ منزله تعرّض للسرقة، "فاتّصلت بالشرطة التي حضرت إلى المكان. لكنّ العناصر راحوا يشكون من تزايد السرقات في المنطقة وعجزهم عن إجراء تحقيقات كافية بسبب تخفيض عددهم". يضيف: "أعطوني سائلاً وطلبوا مني وضعه على الأشياء الثمينة في المنزل حتى يتمكّنوا من تعقّبها في حال تعرّضت للسرقة. وأعلموني بأنّهم يوزّعونه على جميع سكّان المنطقة".
أمّا جوانا، فتخبر "العربي الجديد" أنّ ابنتها تعرّضت في مرّة لمضايقات من مراهقين راحوا يلاحقونها من مكان إلى آخر، "فأبلغت الشرطة عمّا يجري واتجهت إلى حيث هي بعدما طلبت منها البقاء في الشارع العام وتجنّب الدخول في طرقات فرعية". تضيف: "وصلت إليها ابنتي، وبقينا هناك لأكثر من ساعة. عاودت الاتصال بالشرطة التي كان ينبغي أن تصل قبلي، نظراً إلى قرب المركز. في النهاية، وصل شرطيان في سيارة. أبلغتهما أن ابنتي هُدّدت بالضرب وتعرّضت للشتم من قبل مجموعة من الشبان هدّدوها بأنّهم سوف يلحقونها إلى مدرستها. لكنّهما أبديا تجاهلاً ولا مبالاة وقد عدّا المسألة تافهة، على الرغم من أنّني تحدّثت عن جرائم القتل التي يرتكبها مراهقون ومراهقات في البلاد. وغادرا المكان من دون كتابة تقرير بالحادثة".
وفي التقرير المذكور آنفاً، قالت رئيسة المفتشين زويه بيلينغهام: "خلال السنوات الماضية، كان التقرير الصادر عن مفتشية صاحبة الجلالة يشير إلى أنّ قوات الشرطة تدير الأمور في الحالات الصعبة بطريقة جيدة. لكنّه اليوم يرفع البطاقة الحمراء لتحذير هذه القوات من العواقب، مهما كانت الأهداف والأغراض لهذا التقنين غير الواعي".