تحذير من تبعات العلاقة مع اليمين في الغرب على إسرائيل

23 يوليو 2020
سياسة نتنياهو تقضي بالتقرب من اليمين المتطرف(Getty)
+ الخط -

حذر باحث يهودي من اتجاهات السياسة الخارجية التي ينتهجها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والقائمة على توثيق العلاقات مع قوى اليمين المتطرف وبناء تحالفات مع مجموعات مسيحية على أساس العداء للإسلام في أوروبا والولايات المتحدة.


وقال غرين، وهو باحث في جامعة "كوين ماري" في لندن، وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، إنّ تصميم السياسة الخارجية على هذا النمط من التحالفات يضر بمصالح إسرائيل والجاليات اليهودية في أرجاء العالم.
وحث غرين وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد غابي إشكنازي على التخلي عن هذه التحالفات، مشدداً على أن إرساء علاقات مع حكومات اليمين المتطرف في أوروبا التي تتبنى مواقف "معادية للسامية" أمر مستهجن، لا سيما العلاقة مع رئيس وزراء الهنغاري فيكتور أوربان، وزعيم اليمين المتطرف في إيطاليا ماتيو سالفيني.

ولفت إلى أن قوى اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة تطور توجهات غير ديمقراطية، مشيراً بشكل خاص إلى إعلان أوربان عزمه على إرساء دعائم "ديمقراطية مسيحية"، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو وثقت علاقاتها مع "الحركة الشعبوية العالمية" التي يعد أوربان من روادها.
 وَعدّ غرين الزيارة "التضامنية" التي قام بها لإسرائيل هذا الأسبوع وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو مؤشراً على التطور الذي شهدته العلاقات بين حكومات اليمين المتطرف في أوروبا وحكومة نتنياهو، مشيراً إلى سيارتو حاول تكريس انطباع أن هناك توافق مع تل أبيب على دعم سيادة الدول ورفض الهجرة غير الشرعية.
وأشار إلى أن سلم الأولويات الذي يوجه اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة يتمثل في الحفاظ على "الهوية الثقافية المحلية"، عبر التصدي لمظاهر المس بالسيادة عبر الهجرة، لافتاً إلى أن اليمين يرى أن اتفاقية "شنغن"، التي اعتمدتها دول الاتحاد الأوروبي والتي ضمنت فتح الحدود ساعدت على تدفق الهجرة غير الشرعية، لا سيما من بلدان الشرق الأوسط.
وأوضح أن قوى اليمين المتطرف في أوروبا ترى في الهجرة الإسلامية تهديداً رئيساً للهوية المحلية الأوروبية، على اعتبار أن نخب اليمين تربط بين القيم الأوروبية والمصادر المسيحية، في حين أن الاتحاد الأوروبي يجاهر بالاحتكام إلى قيم الليبرالية والعلمانية.

هدف اليمين المتطرف هو نزع الشرعية عن الثقافة الإسلامية في أوروبا


وحسب غرين فإن هدف اليمين المتطرف هو نزع الشرعية عن الثقافة الإسلامية في أوروبا، بوصف الإسلام "تهديداً" على القارة.
وأوضح أن قوى اليمين المتطرف في أوروبا تحاول التقرب من إسرائيل واليهود بالقول إنها تتصدى للمسلمين لأنهم "معادو السامية الحقيقيون"، منوها إلى أن هذه القوى تتعامل مع إسرائيل على أساس أنها تمثل ساحة أخرى في مواجهة "الإسلام المتطرف".
وأشار إلى أن أحزاب اليمين المتطرف تحاول التغطية على ماضيها اللاسامي عبر التأكيد على أن القيم الأوروبية تمثل تجسيداً للتقاليد المسيحية اليهودية، منوها إلى أن هذا الخطاب لا ينطلي على الكثير من الجاليات اليهودية في أوروبا التي ترى أن الكثير من نشطاء هذه الأحزاب يتبنون مواقف تعكس معاداتهم لليهود.
وشدد على أن نتنياهو عزز علاقته بقوى اليمين المتطرف في أوروبا لأنها تساند مواقف حكومته المعادية للإسلام وحقوق الإنسان والتي ترفض الضغوط التي يمارسها الاتحاد الأوروبي بشأن القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن الناشط اليميني الإسرائيلي يورام حزوني يشارك في تدشين مؤتمرات تهدف لتنسيق المواقف بين قوى اليمين المتطرف في إسرائيل وكل من الولايات المتحدة وأوروبا، منوها إلى أن حزوني أوضح في كتابه الأخير بأن "القومية" يمكن أن تمثل قاعدة لتدشين نظام عالمي جديد.

وأشار إلى أن يئير، نجل نتنياهو يتبنى في تغريداته على "تويتر" التوجهات الأكثر تطرفاً لليمين المتطرف في أوروبا، لا سيما عبر مهاجمته الاتحاد الأوروبي، وهو ما قوبل بالترحاب من قبل اندرياس كالبيتس، القيادي في حزب "البديل"، الذي يمثل اليمين المتطرف في ألمانيا.
ودحض غرين الاتهامات التي يوجهها اليمين الإسرائيلي للاتحاد الأوروبي مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي منح إسرائيل حرية الوصول إلى أسواقه ومؤسساته.
وأوضح أن التوجهات الأيدلوجية لليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة تمثلت تهديداً على إسرائيل لأنها ترفض التدخل العسكري خارج الحدود، مما يفتح المجال أمام قوى أخرى لملء الفراغ، لا سيما تركيا، روسيا، وإيران.
وأضاف أن العلاقة مع القوى اليمين المتطرف سيجعل إسرائيل جزءاً من الخلاف الداخلي الأوروبي، تماماً كما أسهمت علاقة نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في جعل إسرائيل مركباً من مركبات الخلاف الداخلي الأميركي.