قال خبراء في قطاع الصحة إن وباء الكوليرا، الذي ظهر في شمال الكاميرون، أدى إلى وفاة 65 شخصا على الأقل، وربما أصيب به نحو 1300 آخرين، في الوقت الذي تحول فيه اهتمام العالم إلى مكافحة فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا. وأضافوا أن الحملة العنيفة، التي تشنها حركة بوكو حرام النيجيرية المتشددة في المنطقة، تعطل جهود مكافحة تفشي المرض.
وفي الأسبوع الماضي فقط، تم تسجيل نحو 185 حالة يشتبه في أنها إصابة بالكوليرا في مناطق موجودي، وهينا، وبورها الكاميرونية، على الحدود مع نيجيريا. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الوفيات، بعد أن أكدت الفحوص المعملية وجود المزيد من الحالات.
وقال أتيليو ريفيرا فاسكيز، مستشار المنظمة الطبية الدولية للصحة العامة في المنطقة، إن السلطات الصحية في الكاميرون تحول الموارد لعمليات الفحص، التي تتم في المعابر الحدودية والمطارات، تحسبا لظهور حالات إصابة بفيروس الإيبولا، الذي قتل أكثر من 700 شخص في غينيا وسيراليون وليبيريا.
وأضاف: "هذا (انتشار الإيبولا) يصرف الانتباه عن التعامل المناسب والسريع مع وباء الكوليرا".
ولدى الكاميرون نحو مائة ألف جرعة من اللقاح المضاد لمرض الكوليرا، والذي ثبتت فاعليته عام 2012، أثناء تجربته في غينيا، ولكن غياب الأمن في شمال البلاد حاول دون استخدام الحكومة هذا اللقاح.
وقال فاسكيز إن الوباء تسبب في زيادة عدد الوفيات، خلال الشهور القليلة الماضية، بصورة تدعو إلى القلق إذ ارتفعت نسبة الوفيات إلى 4.8 في المائة من عدد المصابين، أي أكثر من ضعف أقصى نسبة محددة في دليل منظمة الصحة العالمية.
ويقرع تفشي المرض في الكاميرون، التي يقطنها 22 مليون شخص، أجراس الخطر بسبب سوء الأوضاع الصحية في البلاد خصوصاً في المناطق الريفية.