حذر ائتلاف مهندسي محطات الكهرباء في مصر، اليوم الجمعة، من انهيار الأبراج الكهربائية المنتشرة في البلاد، والتي يزيد عددها على 170 ألف برج، مطالباً الحكومة ممثلة في وزارة الكهرباء والمالية بالقيام بعمليات إحلال وتجديد لتلك الأبراج، ورفع المتهالك منها قبل فوات الأوان.
وأكد الائتلاف المصري في بيان صحافي، وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، أن: "الدولة غير قادرة على عملية الإحلال مرة واحدة؛ لكون البرج الواحد يكلف الدولة أكثر من 3 ملايين جنيه (388 ألف دولار)".
وتعاني معظم أبراج كهرباء الضغط العالي المنتشرة في ربوع مصر من الإهمال وانتهاء عمرها الافتراضي، وهو ما يهدد بانهيارها نتيجة التآكل والصدأ الذي أصابها.
وبحسب مسؤولين في كهرباء مصر، فإن هناك أبراجا زاد عمرها على مائة عام، لافتين إلى أن: "انهيارها يؤدي إلى مقتل العشرات صعقاً بالكهرباء في المناطق التي يتجمع حولها الأهالي في بعض المدن أو أثناء سير بعضهم، بالإضافة إلى انقطاع التيار".
وتحولت تلك الأبراج المنتشرة في المحافظات، سواء في الصحراء أو في الحضر إلى شبح يهدد حياة المواطنين.
وكانت قد تسببت سرعة الرياح في مصر خلال اليومين الماضيين إلى انهيار ثلاثة أبراج كهرباء في محافظات الصعيد في أسيوط والوادي، وتسبب انهيار تلك الأبراج بانقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق والتجمعات السكنية، وذلك بعد انقطاع أسلاك الكهرباء، كما تأثرت حركة السير على الطرق بشكل كبير، وتمت إعادة التيار بعد 48 ساعة.
وأضاف ائتلاف مهندسي محطات الكهرباء أن: "معظم الأبراج والأعمدة الكهربائية الموجودة في المحافظات والقرى والمدن والنجوع متهالكة، لانتهاء عمرها الافتراضي"، مشيراً إلى أن: "انهيار الأبراج لم يكن بسبب قوة الانفجار كما تدعي الحكومة ووسائل الإعلام، ولكن بسبب ضعف تلك الأبراج وتهالكها وانتهاء عمرها".
اقرأ أيضاً: محصّل الكهرباء.. وظيفة شاقّة وأجر ضعيف في مصر
وطالب ائتلافي مهندسي محطات الإنتاج والعاملين بالكهرباء بسرعة تشكيل لجان للصيانة الفورية للمرور على تلك الأبراج، خاصة أن أكثر من 70% منها داخل صحراء مترامية الأطراف يصعب الوصول إليها، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية والمحليات.
وأكد أن: "من أحد أسباب ضعف الاستثمار في مصر هو وضعية قطاع الكهرباء واستمرار انقطاعها، وعدم قيام الحكومة بعمليات إحلال وتجديد لهذا المرفق الحيوي"، مشيراً إلى أن: "أكثر من 40% من محطات الكهرباء الموجودة بالمحافظات، أصبحت غير قادرة على العمل ومهددة بالتوقف خلال السنوات القادمة، خاصة مع ارتفاع الضغط على تلك المحطات خلال فترة الذروة في فصل الصيف".
وعبر عدد من المواطنين في عدد من المحافظات من تخوفهم من انهيار الأعمدة الكهربائية الموجودة داخل الأحياء والمدن، خاصة بعد وقوع أحد الأعمدة على احد الأطفال؛ مما أدى إلى وفاته، مؤكدين أن: "تلك الأعمدة تحولت إلى مصدر خطر ورعب على حياتهم، حيث تآكلت معظمها من الصدأ، وأصبحت مصدرا يهدد حياة المارة بالخطر".
ودعا عدد من المواطنين التي التقى بهم "العربي الجديد" الجهات المسؤولة بسرعة إلى استبدال شبكة الأعمدة الكهربائية، وإنهاء معاناتهم ووضع حد لمخاوفهم من حدوث كوارث، خاصة أن بعضها مضى عليها أكثر من 30 عاماً.
وقال عبد إدريس من مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية إن: "أغلب أعمدة الكهرباء تجاوزت العمر الافتراضي بالمدينة"، مطالباً بحل سريع لحل هذه المشكلة.
وأضاف:"عناية الله عز وجل أنقذتني والمارة من انهيار أحد الأعمدة الأسبوع الماضي"، فيما طالب محمد نور من شبرا الخيمة من نفس المحافظة بضرورة الكشف عن الأعمدة الخطيرة الآيلة للسقوط، مؤكداً أن: "هناك بعض الأعمدة تتوسط الشوارع، وهناك الكثير من السيارات تصطدم بتلك الأعمدة، بسبب السرعة مما يؤدى إلى سقوطها".
وطالب محمد فوزي من بشتيل بمحافظة الجيزة بسرعة إزالة أعمدة الضغط العالي المنتشرة بطريقة عشوائية خاصة المجاورة للمنازل، التي أصبحت قنبلة موقوتة تهدد أرواح الصغار قبل الكبار بأمراض خطيرة وعديدة من بينها سرطان الدم، خاصة أن معظم منازل المنطقة تقع بالقرب من خطوط الضغط العالي، والتي سميت بأمراض العصر نتيجة لارتفاع ذبذبات الإشعاع الناتج عنها.
وأوضح حسن عبد الفتاح من حلوان أن: "أعمدة الكهرباء متهالكة وأكلها الصدأ وتمثل تهديدا خطيرا للأهالي"، مطالباً بسرعة تغير هذه الأعمدة حتى لا تتسبب في وقوع حرائق وسقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم يقطنون بمنطقة منسية من حسابات مسؤولي الكهرباء.
اقرأ أيضاً: مصر: انقطاع الكهرباء يشلّ مناطق واسعة من القاهرة