وذكر مركز لندن للشؤون العامة، أن المؤتمر يهدف لتشويه سمعة قطر عن طريق ربطها بالترويج للإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وحذّر المركز من أنه في حال انعقاد هذا المؤتمر، فإنه سينعكس سلباً على العلاقات بين الجانبين خاصة، سيما أن الاستثمارات القطرية في بريطانيا بلغت 35 مليار جنيه إسترليني (45.5 مليار دولار).
ودعا المركز إلى الحفاظ على علاقات طيبة مع قطر، ورفض أي محاولة من قبل الإمارات والسعودية والبحرين لربط الدوحة بالإرهاب أو العنف.
وكانت وسائل الإعلام الممولة من السعودية والإمارات، شرعت الأسبوع الماضي بالترويج لما وصفته "أول مؤتمر عالمي" يُعقد في لندن لبحث "الأزمة القطرية، ويستشرف الأوضاع وتأثيراتها على الدوحة، وتداعياتها السياسية والاقتصادية الواسعة على الخليج والمنطقة والعالم".
وبالتدقيق في التفاصيل الغامضة حول المؤتمر، يظهر أن النائب عن حزب المحافظين في مجلس العموم البريطاني، دانيال كوينشيسكي، المعروف بمواقفه الداعمة للسياسات السعودية، هو من يقف وراء تنظيم هذا المؤتمر.
ويُعرف كوينشيسكي بكونه رأس الحربة في تمثيل المصالح السعودية داخل حزب المحافظين والبرلمان. ولا يخفي كوينشيسكي، البولندي المولد، موقفه المؤيد بقوة للحكومة السعودية.
ولا يخرج تنظيم مؤتمر لندن، وغيره من فعاليات العلاقات العامة، عن سياق الحملات المعادية لدولة قطر، والتي لا تتوقف عند حدود الفبركات الإعلامية على الهواء وصفحات الصحف ومنصات الإعلام الإلكتروني، بل تجري، بموازاة ذلك، في ردهات المؤسسات السياسية ومراكز الأبحاث والدراسات.
وبينما تسعى وسائل الإعلام التقليدي والجديد للتأثير على شرائح الرأي العام، تنشط أدوات العلاقات العامة للضغط على صناع القرار في عواصم العالم. ويظهر هذا الدور لبعض شركات العلاقات العامة في الحملات التي اندلعت خلال السنوات الأخيرة في العواصم الغربية النافذة، ضد دولة قطر.
ولم يعد سرّاً أن تلك الحملات كانت ممولة وموجهة من دول عربية خليجية، ترى في الدور القطري منافساً لها. وقد أفادت تقارير، نشرت في وسائل إعلام بريطانية، بأن سفارة الإمارات في لندن تستعين منذ عام 2010 على الأقل بخدمات شركة العلاقات العامة والاتصال السياسي "كويلر"، التي تضم في فريق عملها مستشارين سابقين لرؤساء الوزراء في بريطانيا، وقيادات حزبية، وصحافيين وإعلاميين سابقين، وخبراء في الدبلوماسية العامة والعلاقات الدولية، كما تضم المتحدث السابق باسم الحكومة البريطانية (أول متحدث رسمي باللغة العربية) جيرالد راسل.
وتسند السفارة إلى "كويلر" مهمة العلاقات مع الأوساط الإعلامية البريطانية، بالإضافة إلى مهمة العلاقات العامة مع أعضاء مجلس العموم البريطاني، عبر مجموعة أصدقاء الإمارات في البرلمان، والتي ساهمت "كويلر" في تأسيسها.