واستعرض وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، خلال كلمة له تخللت اجتماًعاً له بالسلك الدبلوماسي الفلسطيني ومسؤولين مقدسيين، التطورات الأخيرة في مدينة القدس، خاصة ما يحدث في المسجد الأقصى، من خلال رغبة إسرائيل في إنهاء الصراع لصالحها على المدينة المقدسة، بسعيها لفرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى.
وأشار المالكي إلى أن العصابات الاستيطانية الإرهابية التي تدعو المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى، هي من تقوم أيضًا بالاعتداءات على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم، إضافة إلى سياسة هدم المنازل وتهجير السكان الأصليين من مدينة القدس، ضمن سياسة ممنهجة لتهويد المدينة المقدسة.
وأكد الوزير الفلسطيني ضرورة نقل معاناة الشعب الفلسطيني والتصعيد الخطير جراء الاقتحامات المتواصلة، محذراً المجتمع الدولي من جر المنطقة إلى حرب دينية، من خلال السياسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى، لافتًا إلى الرسائل التي أرسلت لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة حول هذا التصعيد.
من ناحيته، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، إن "إسرائيل تحاصر المسجد الأقصى منذ 24 من الشهر الماضي بسياسة التقسيم الزماني، حيث تعتبر هذه السياسة انتهاكًا لحرية العبادة للمسلمين"، مشيرًا إلى ما حدث عام 2000 من اندلاع الانتفاضة الثانية، نتيجة دخول أرييل شارون إلى المسجد الأقصى، ما استفز الفلسطينيين آنذاك لانتهاك أماكن عبادتهم.
وتحدث المفتي حسين عن مصادرة جزء كبير من أراضي مقبرة الرحمة الإسلامية الملاصقة للسور الشرقي للأقصى، والتي تحوي بين جنباتها رفات الصحابة الأجلاء، وعدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار، وذلك لتحويلها إلى مسارات ما يسمى الحدائق الوطنية، لافتًا إلى أن قرار المس بها خطير ومدان.
وأكد مفتي القدس أن القدس في خطر، في ظل الإجراءات والقيود التي تصعد الموقف في الأراضي المقدسة، خاصة مع إمعان الاحتلال في هذه الغطرسة، مستغلًا حالة الانشغال العربي والإسلامي، والصمت الدولي، والشرخ الفلسطيني، لتحقيق مآربه، وهي بهذه الاعتداءات تنتهك القوانين الدولية التي تفرض عليها احترام حقوق الملكية وأصحابها، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية عن عواقب هذه الجرائم، وناشد العالم أجمع بضرورة التحرك العاجل لدرء تلك الأخطار.
من جانب آخر، أكد محافظ القدس، عدنان الحسيني، أهمية تدخل المجتمع الدولي لمساعدة أهالي القدس لمواجهة السياسات العنصرية، وأهمها منع الوصول إلى الأماكن الدينية، وغيرها من الانتهاكات التي تمنع البناء، وكذلك سياسة هدم المنازل، بحجج عدم وجود تراخيص.
اقرأ أيضا: نتنياهو يضاعف عدد قوات الاحتلال في القدس المحتلة