21 فبراير 2018
تحديات 2017 المغربية
تعيش المملكة المغربية حالة استثناء غير معلنة، بفعل العجز عن تشكيل الحكومة بعد 70 يوماً من إعلان النتائج، ولا تشعر النخبة الحاكمة بحجم الأخطار التي تحيط بالبلد داخلياً وخارجياً.
الذين يَرَوْن أن نتائج صندوق الاقتراع هي المشكلة مخطئون، ولا يدركون مخاطر غياب أحزاب قوية في مملكةٍ تدبر الندرة في كل شيء، ولا توزع الوفرة في أي شيء، والذين يريدون للملكية أن تبقى تنفيذيةً تتدخل، كل صباح، في تفاصيل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية والفنية والثقافية والإعلامية والخيرية والبيئية… هؤلاء إما عاجزون عن فهم حركة التاريخ وضرورات التطور، أو أنهم يدافعون عن امتيازاتهم وحظوتهم من وراء فائض السلطة الموجود حول العرش، والذي يرجع إليهم تدبيره خارج أي قانون أو دستور أو قواعد للمحاسبة.
هنا بعض التحديات والمخاطر التي تحملها سنة 2017، وتتطلب حكومة قوية، واستقرارا صلبا، ونخبا جديدة قادرة على رفع التحدي:
أولا: أمام المغرب تحدي الرجوع إلى الاتحاد الأفريقي في القمة المقبلة التي تعقد في إثيوبيا في يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن قررت دبلوماسية الرباط أن تملأ المقعد الفارغ، وان تتراجع عن موقف الانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية، بعدما اعترفت بـ "بوليساريو". سيحاول خصوم المغرب عرقلة عودته القوية إلى الخيمة الأفريقية، وإذا فشلوا، فإنهم سيستفزونه بالكرسي الصغير الذي تجلس فوقه جبهة البوليساريو، وهذا يتطلب خطةً ذكيةً لمحاصرة هذه الألاعيب، ومحاولة توسيع رقعة أصدقاء المغرب في أفريقيا، والبحث عن مصالح مشتركة معهم.
ثانياً: هناك صعود لليمين الشعبوي في أميركا وأوروبا، وهذا اليمين مصاب بحساسية مفرطة من الإسلام والمهاجرين، ويدعو إلى سياسة انعزال متطرّفة للدول الغربية عن بقية دول العالم، ويدعو هذا التيار الانعزالي إلى استرجاع استثماراته من دول الجنوب، ومعها وظائف الشغل التي خرجت من الغرب، مع ترحيل صناعات الخدمات إلى دول الجنوب، مع تركيزه على هوية الرجل الأبيض الذي يريد أن يستعيد أمجاده القديمة. وسيزيد هذا الصعود لليمين الشعبوي في أوروبا وأميركا من احتمالات وقوع حروب جديدة وأزمات جديدة وموجات من التطرّف جديدة.
ثالثاً: يتفكك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية وليبيا، ومصير ألفي مغربي فيه ما زال مجهولا، وهؤلاء المقاتلون الجوالون، إذا لم يقتلوا أو يتجهوا إلى القتال في بؤرة توتر جديدة، فإنهم سيرجعون إلى بلادهم بفكر متطرّف، وعقيدة قتالية، وتجربة عسكرية متقدمة جدا، وقدرة على الاستقطاب والتلاعب بعقول شبابٍ آخرين، مستعدين لركوب تجربةٍ أخرى، لا تقل حماقةً عن تجربة إقامة دولة إسلامية جديدة فوق أي قطعة ترابٍ ينتزعونها بقوة السلاح من دول فاشلة أو مفكّكة. هذا خطر قائم، ويتطلب استعدادا أمنيا وسياسيا لمحاصرته، ومنعه من التلاعب بأمن واستقرار بلد احتل مقاتلون منه المرتبة الثالثة في جيش أبو بكر البغدادي، بعد السعوديين والتونسيين.
رابعاً: تزداد حاجيات الشعب المغربي كل سنة، وموارد الدولة لا تواكب هذه الوتيرة، ما يُحدث عجزا في الموازنة، وعجزاً في سوق الشغل، وعجزاً في التعليم والصحة والطاقة، وفي القدرة الشرائية للمواطن في دولة ما زال اقتصادها رهين التساقطات المطرية وسعر البترول. هذا كله يتطلب إرادة سياسية قوية قادرة على مباشرة الإصلاحات الضرورية، وقادرة أكثر على إقناع الناس بوجود أمل في الغد.
الذين يَرَوْن أن نتائج صندوق الاقتراع هي المشكلة مخطئون، ولا يدركون مخاطر غياب أحزاب قوية في مملكةٍ تدبر الندرة في كل شيء، ولا توزع الوفرة في أي شيء، والذين يريدون للملكية أن تبقى تنفيذيةً تتدخل، كل صباح، في تفاصيل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية والفنية والثقافية والإعلامية والخيرية والبيئية… هؤلاء إما عاجزون عن فهم حركة التاريخ وضرورات التطور، أو أنهم يدافعون عن امتيازاتهم وحظوتهم من وراء فائض السلطة الموجود حول العرش، والذي يرجع إليهم تدبيره خارج أي قانون أو دستور أو قواعد للمحاسبة.
هنا بعض التحديات والمخاطر التي تحملها سنة 2017، وتتطلب حكومة قوية، واستقرارا صلبا، ونخبا جديدة قادرة على رفع التحدي:
أولا: أمام المغرب تحدي الرجوع إلى الاتحاد الأفريقي في القمة المقبلة التي تعقد في إثيوبيا في يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن قررت دبلوماسية الرباط أن تملأ المقعد الفارغ، وان تتراجع عن موقف الانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية، بعدما اعترفت بـ "بوليساريو". سيحاول خصوم المغرب عرقلة عودته القوية إلى الخيمة الأفريقية، وإذا فشلوا، فإنهم سيستفزونه بالكرسي الصغير الذي تجلس فوقه جبهة البوليساريو، وهذا يتطلب خطةً ذكيةً لمحاصرة هذه الألاعيب، ومحاولة توسيع رقعة أصدقاء المغرب في أفريقيا، والبحث عن مصالح مشتركة معهم.
ثانياً: هناك صعود لليمين الشعبوي في أميركا وأوروبا، وهذا اليمين مصاب بحساسية مفرطة من الإسلام والمهاجرين، ويدعو إلى سياسة انعزال متطرّفة للدول الغربية عن بقية دول العالم، ويدعو هذا التيار الانعزالي إلى استرجاع استثماراته من دول الجنوب، ومعها وظائف الشغل التي خرجت من الغرب، مع ترحيل صناعات الخدمات إلى دول الجنوب، مع تركيزه على هوية الرجل الأبيض الذي يريد أن يستعيد أمجاده القديمة. وسيزيد هذا الصعود لليمين الشعبوي في أوروبا وأميركا من احتمالات وقوع حروب جديدة وأزمات جديدة وموجات من التطرّف جديدة.
ثالثاً: يتفكك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسورية وليبيا، ومصير ألفي مغربي فيه ما زال مجهولا، وهؤلاء المقاتلون الجوالون، إذا لم يقتلوا أو يتجهوا إلى القتال في بؤرة توتر جديدة، فإنهم سيرجعون إلى بلادهم بفكر متطرّف، وعقيدة قتالية، وتجربة عسكرية متقدمة جدا، وقدرة على الاستقطاب والتلاعب بعقول شبابٍ آخرين، مستعدين لركوب تجربةٍ أخرى، لا تقل حماقةً عن تجربة إقامة دولة إسلامية جديدة فوق أي قطعة ترابٍ ينتزعونها بقوة السلاح من دول فاشلة أو مفكّكة. هذا خطر قائم، ويتطلب استعدادا أمنيا وسياسيا لمحاصرته، ومنعه من التلاعب بأمن واستقرار بلد احتل مقاتلون منه المرتبة الثالثة في جيش أبو بكر البغدادي، بعد السعوديين والتونسيين.
رابعاً: تزداد حاجيات الشعب المغربي كل سنة، وموارد الدولة لا تواكب هذه الوتيرة، ما يُحدث عجزا في الموازنة، وعجزاً في سوق الشغل، وعجزاً في التعليم والصحة والطاقة، وفي القدرة الشرائية للمواطن في دولة ما زال اقتصادها رهين التساقطات المطرية وسعر البترول. هذا كله يتطلب إرادة سياسية قوية قادرة على مباشرة الإصلاحات الضرورية، وقادرة أكثر على إقناع الناس بوجود أمل في الغد.