تجدّد، فجر اليوم السبت، القصف المدفعي التركي، على مواقع مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، في محيط مدينة عفرين، وشمال حلب شمالي سورية قرب الحدود التركية، فيما نفت روسيا انسحاب قواتها من المدينة.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد، إنّ "القصف المدفعي التركي، استمرّ، فجر اليوم، بعد هدوء لعدة ساعات منتصف الليلة الماضية، وطاول مناطق شمال وشمال شرق ناحية عفرين، ومناطق في محيط ناحية إعزاز شمالي حلب".
وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، إنّ قواتها المسلحة ردّت على نيران أطلقها مسلّحو "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، اليوم السبت، وأمس الجمعة، من عفرين.
وأضافت الأركان التركية، في بيانها، أنّ "القوات استهدف تحصينات وملاجئ يستخدمها منتسبو التنظيم الإرهابي، في إطار حق الدفاع عن النفس".
في المقابل، قالت مصادر محلية مقرّبة من مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، إنّ "الجيش التركي، تقدّم بقوة مشاة في محور قرية شنكلة، دون آليات عسكرية، حيث جرت اشتباكات"، لم تتبين حجم الخسائر الناتجة عنها.
وتزامن ذلك، مع قصف مدفعي تركي على محاور قرى: روبار، وراجو، وإقيبة، وإيسكا، وبليلكة، وقره باب، وسوركا، وسط تحليق من طيران الاستطلاع.
كما تعرّضت مواقع مليشيا "وحدات حماية الشعب" في قرى حساجك وسموقة، في ناحية تل رفعت شمالي حلب، لقصف مدفعي من الجيش التركي، لم يتبيّن حجم الخسائر الناتجة عنه.
وشهدت القرى الواقعة على مقربة من الحدود السورية التركية، حركة نزوح باتجاه مدينة عفرين، والتي تبعد حوالى 30 كيلومتراً عن الحدود السورية التركية، بحسب ما أفادت به مصادر محلية.
في غضون ذلك، واصل "الجيش السوري الحر"، حشد قواته في محاور ناحية إعزاز شرقي عفرين، استعداداً للمشاركة في العملية العسكرية المرتقبة ضد مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية في المدينة.
وفي السياق، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، سحب القوات الروسية من عفرين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام روسية.
وتحدّثت مصادر إعلامية، أمس الجمعة، عن انسحاب القوات الروسية المتواجدة في قاعدة كفرجنة شمالي ريف مدينة عفرين.
ويتواجد، بحسب مصادر محلية، قرابة 200 عسكري روسي في قاعدة كفرجنة، منذ مارس/آذار الماضي.
وأمس الجمعة، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنّ "من الخيارات المتداولة في الموضوع العسكري في عفرين، عدم قيام الأتراك بهجومٍ بريّ، والاكتفاء بضربات جوية محدّدة". وعلّلت المصادر ذلك بـ"وجود عناصر الشرطة العسكرية الروسية في عفرين، ووجود قوات أميركية أيضاً"، في إشارة إلى أنّ أي تدخّل بري تركي قد يدفع للمواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة أو مع روسيا، إن لم يأتِ منسّقاً بالكامل.