تجددت الاشتباكات، صباح اليوم الاثنين، في عاصمة جنوب السودان "جوبا" بين القوات الحكومية وجيش المعارضة، بقيادة رياك مشار، حيث اندلعت بالقرب من المطار الرئيسي، وفي مناطق تمركز قوات المعارضة في منطقة الجبل، الواقعة 5 كيلومترات بعيداً عن القصر الرئاسي.
وتأتي اشتباكات صباح اليوم رغم محاولات التهدئة التي دعا إليها الرئيس الجنوبي، سلفاكير ميارديت، ونائبه الأول رياك مشار.
إلى ذلك، كشف السكرتير الصحافي لزعيم المعارضة، جيمس داك، عن أن الاشتباكات تجري، أيضا، في مدينة توريت بين قوات الحكومة وقوات المعارضة.
وذكرت "فرانس برس"، من جهتها، أن معارك عنيفة تجري بالأسلحة الثقيلة، مع نشر دبابات ومروحيات قتالية، وسماع دوي مدافع في أنحاء مختلفة من عاصمة جنوب السودان.
وأفاد شهود وسكان بـ"معارك عنيفة جدا". وتحدثت السفارة الأميركية عن "عمليات قتال خطيرة بين قوات الحكومة والمعارضة"، فيما قال مصدر دبلوماسي غربي للوكالة إن معارك شرسة دارت صباحا بالقرب من المطار.
وبسبب شدة الاشتباكات احتمى سكان جوبا في منازلهم، والعاملون في الهيئات الإغاثية في الملاجئ.
وحلقت مروحيتان قتاليتان على الأقل باتجاه منطقة جبل في غرب المدينة، ثم قصفتا قاعدة قوات مشار، القريبة من معسكر للأمم المتحدة لجأ إليه آلاف المدنيين الذين شردتهم الحرب الأهلية.
كما سُمعت انفجارات قوية يعتقد أنها ناجمة عن قصف بمدفعية الدبابات، في حي تونغبنغ وسط المدينة.
وقال عامل في منظمة إغاثة، إن القتال كان متقطعا، لكنه كثيف ويدور بـ"المدفعية والدبابات والمروحيات".
وفي السياق، أكدت مصادر جنوبية أن عدد قتلى أحداث الجمعة والأحد تجاوز السبعمائة، غالبيتهم من جنود الطرفين.
وبخصوص آخر الردود الدولية على تجدد المواجهات، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا، اليوم، إن اليابان ستجلي موظفي إغاثة حكوميين من جنوب السودان، وإن طائرة نقل عسكرية ستساعد مواطنين يابانيين آخرين على مغادرة البلاد بعد اندلاع القتال.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، في بيان صحافي في طوكيو نقلته وكالة "فرانس برس"، إن موظفي وكالة التعاون الدولي اليابانية، البالغ عددهم 47 شخصاً، يستعدون لمغادرة جنوب السودان جواً على متن طائرة مستأجرة.
وكانت الولايات المتحدة قد طالبت، أمس الأحد، بوقف فوري للمعارك، وأمرت، أيضاً، الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلد، فيما طالب مجلس الأمن الدولي الدول المجاورة بالمساعدة على وقف القتال الدائر.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جون كيربي، في بيان، إن "الولايات المتحدة تدين بشدّة المعارك الجديدة، بما في ذلك الهجمات المحتملة على مدنيين، والتي تبلغنا بوقوعها".
وأضاف كيربي أنه "رداً على أعمال العنف الراهنة"، فإن الوزارة "أمرت بسحب الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في جوبا".
وتابع أن واشنطن تطالب كير ومشار "وحلفاءهما السياسيين والعسكريين بسحب قواتهم وإعادتها إلى ثكناتها، والحؤول دون وقوع أعمال عنف جديدة وإراقة دماء".