تجدد الاحتجاجات الشعبية بالبصرة: مطالبات بإقالة المحافظ ومحاسبة المسؤولين عن قمع المتظاهرين

29 مايو 2020
تحدى المتظاهرون حظر التجول (حسين فالح/ فرانس برس)
+ الخط -
تجددت الاحتجاجات الشعبية، اليوم الجمعة، في محافظة البصرة، أقصى جنوبي العراق، إذ خرج العشرات من المتظاهرين في تحدٍ لحظر التجول المفروض بسبب جائحة كورونا، معبرين عن غضبهم لعدم محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل والقمع التي تعرضوا لها، داعين الحكومة إلى إقالة المحافظ أسعد العيداني، وقادة الأجهزة الأمنية لـ"اشتراكهم" بعمليات القمع.

التظاهرات تأتي بعد يوم واحد فقط من تسوية سياسية شهدتها المحافظة، أفضت إلى إعادة مليشيا "ثأر الله"، المتهمة بقتل المتظاهرين، إلى مقرها في المحافظة، بعد أيام من إغلاق القوات العراقية له بأمر من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بعد تسبب أفراد من تلك المليشيا بقتل متظاهر وإصابة آخرين في منتصف الشهر الحالي.

المتظاهرون، الذين حملوا صور "ضحايا التظاهرات"، جابوا شوارع المدينة، محمّلين حكومة الكاظمي مسؤولية إنصافهم، واتخاذ خطوات قانونية إزاء كل من تورط بقتل وقمع وخطف المتظاهرين.


وتلا المحتجون أمام دار ضيافة المحافظ أسعد العيداني بيانا أكدوا فيه أن لديهم "أدلة تفيد بتورط المحافظ، ونائبيه، وقائد شرطة البصرة، وقوة الصدمة وقائدها، مع الأحزاب الفاسدة، بقمع الشباب المتظاهرين، وإعطاء الأوامر بقتلهم".
وأكدوا "امتلاكهم فيديوهات تؤكد تحريض هؤلاء المسؤولين ضد المتظاهرين"، داعين حكومة الكاظمي إلى "إقالتهم ومحاسبتهم قانونيا"، محددين مهلة أسبوعين للحكومة لاتخاذ الإجراءات.
ودعوا الحكومة ووزارة الدفاع إلى "توفير الحماية للمتظاهرين من غدر المليشيات والأحزاب والاعتقالات والدعاوى الكيدية ضدهم".


وجرت التظاهرة في ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار لعناصر الأمن الذين أحاطوا بالمتظاهرين، لكنهم تجنبوا الصدام معهم، وفقا لشهود عيان.
من جهته، أكد عضو تنسيقية تظاهرات البصرة، جاسم المياحي، إن "التظاهرة جاءت تعبيرا عن الغضب الشعبي من جراء عدم اتخاذ الحكومة أي خطوة حتى الآن لمحاسبة المسؤولين عن قمع التظاهرات"، مضيفا لـ"العربي الجديد"، "أمهلنا الحكومة أسبوعين لتنفيذ مطالبنا، وأن تتجنب التسويف والوعود غير القابلة للتنفيذ".
وشدد على أنه "بخلاف ذلك سيكون لنا تصعيد بالتظاهرات، بالتنسيق مع المحافظات المنتفضة الأخرى، ولن نتراجع حتى تحقيق المطالب". وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، نقل ناشطون ومواطنون صورا ومقاطع فيديو عن التظاهرة.
وكتب الناشط، معن حبيب، في تغريدة له، "محتجون يجوبون شوارع البصرة ويهتفون بمحاسبة المتورطين بدماء الشهداء، في تظاهرة راجلة انطلقت من ساحة عبد الكريم قاسم في منطقة العشار وسط البصرة مروراً بكورنيش شط العرب".


عراقي آخر من سكان البصرة يدعى رامي، قال في تغريدة له "في البصرة مسيرة الوفاء للشهداء والمطالبة بإقالة ومحاكمة كل من تلطخت يده بدماء المتظاهرين".


وتواجه الحكومة انتقادات من قبل سياسيين، بسبب صمتها إزاء قتلة المتظاهرين وعدم محاسبتهم، إذ أبدى رئيس "ائتلاف الوطنية" إياد علاوي، في تغريدة له، استغرابه من "استمرار التغاضي عن كشف الجهات المتورطة بقتل واختطاف المتظاهرين وإحراق خيمهم"، متسائلا "أين هي المحكمة العلنية الخاصة؟ هل شملها الإهمال واللامبالاة كما شمل جرائم أخرى مثل سقوط الرمادي والموصل".