تجار وباعة عراقيون ينتظرون العيد لرفع الأسعار

30 يونيو 2016
يستغلون العيد والمناسبات لرفع الأسعار (Getty)
+ الخط -
في ظل الركود الاقتصادي الذي يعصف بالأسواق العراقية، ينتظر التجار من أصحاب المحلات التجارية المناسبات الموسمية، ولا سيما عيدي الفطر والأضحى، لرفع أسعار بضائعهم، مستغلين بذلك إقبال الناس على شراء متطلبات العيد لعوائلهم. ولا يقتصر الأمر على الملابس، بل توازيها في الارتفاع أسعار المواد الغذائية.

في هذا الصدد، يقول الحاج أحمد غيدان (66 عاماً)، تاجر جملة سابق في سوق الشورجة، وسط بغداد، "مع اقتراب أيام العيد، تشهد الأسواق ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، بالرغم من أن القدرة الشرائية للعائلة العراقية قد قلّت عما كانت عليه في السابق، إلا أن الأسواق ما زالت تشهد حركة للمتبضعين قبيل العيد وعلى مختلف المواد الغذائية منها والملابس، ولكن العوائل تتفاجأ بارتفاع الأسعار".

ويعزو غيدان ارتفاع الأسعار قبيل العيد إلى جملة من الأسباب، في مقدمتها الركود الذي تشهده الأسواق في الأيام العادية، وتكدس البضائع في المحلات التجارية دون أن ينظر إليها أحد، فضلا عن تراجع الرقابة والإجراءات الحكومية على الأسواق، واستيراد أغلب ما تحتاجه السوق العراقية من الدول المجاورة، ما جعل بعض التجار يستغلون المواطن الفقير الذي يقع ضحية الجشع.

وبحسب المتحدث نفسه، فإن من بين الأسباب أيضا، زيادة أسعار بلد المنشأ التي تم استيراد الملابس منها، والسوق الذي تباع فيه، فقد تجدها في الأسواق الراقية من مناطق المنصور وعرصات الهندية أو الكرادة وزيونة وغيرها، ويكون السعر فيها مضاعفا بالأصل، كل تلك الأسباب مجتمعة تثقل كاهل هذه العوائل، وخاصة ذات الدخل المحدود والفقراء.

وأكد أحمد غيدان، لـ"العربي الجديد"، أن هناك بعض التجار وأصحاب المحلات التجارية، وبمختلف التخصصات، يقومون باستغلال العيد وباقي المناسبات لرفع الأسعار، لأنهم يعتبرون تلك فرصتهم التي لا تعوّض.


من جهته، يقول جابر (37 عاما)، يشتغل في محل لبيع ملابس الأطفال، إنّ الأسعار تختلف باختلاف المناطق، فهناك مناطق يكون فيها استغلال أكثر، وغالبا ما تكون تلك الراقية التي يقطنها الأغنياء، أما المناطق الفقيرة، فالأمر فيها مقتصر على بعض المحلات، موضحا لـ"العربي الجديد"، أن "الملابس المصنوعة محلياً يكون سعرها مناسبا إن توفرت، فهناك شبه انعدام للمنتج المحلي، ويراوح سعر القطعة منها بين 5 إلى 12 دولاراً، حسب جودتها، إذ غالبا ما يكون المنتج المحلي من نوعية رديئة، أما أسعار القطع المستوردة فتبدأ من 20 دولاراً للقطعة الواحدة وتصل إلى أسعار عالية جدا، خاصة إذا كانت قطعة الثياب مستوردة من ماركات عالمية، فإن سعرها يرتفع أكثر مع ارتفاع الأسعار قبيل العيد".

وتبرز أم غفران، إحدى المتبضعات في شارع فلسطين، أن الأسواق العراقية تشهد خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، إقبالا واسعا من قبل المتبضعين على شراء الملابس والمستلزمات الأخرى بالرغم من ارتفاع الأسعار استعدادا لعيد الفطر، والكثير من تلك البضائع الموجودة في المحلات التجارية تكون رديئة ولا تستحق المبالغ التي ندفعها".

وأشارت إلى أنها كانت تنوي إدخال الفرحة والسرور على قلوب أطفالها اليتامى، وذلك بشراء ملابس العيد لهم، إلا أنها تفاجأت بأسعار الملابس المرتفعة جداً، تقول "ما بحوزتي من مال لا يكفي لتجهيز الملابس لجميع أطفالي، لذا اكتفيت بشراء الحلوى لهم وإلقاء نظرة على ملابس العيد والحسرة تعتلي صدري، لأنني لم أستطع أن أوفر لهم ما لدى أقرانهم".

 وأضافت "القدرة الشرائية للعوائل العراقية قد انخفضت كثيراً، فنحن لا نستطيع شراء كل شيء، وهناك أولويات في الطلبات المنزلية حسب الأهمية"، ودعت تجار الملابس وأصحاب المحلات التجارية إلى الابتعاد عن الجشع واحترام قدرة المواطنين، من أجل أن يستقبل الجميع عيد الفطر بفرح.