كانت حادثة انتحار امرأتين في يوم واحد في إقليم سربل في شمال أفغانستان، إحدى أحدث وقائع الانتحار في البلاد، وقد لقيت اهتماماً كبيراً من قبل الحكومة ووسائل الإعلام. وأقدمت فتاة في السابعة عشرة من عمرها على الانتحار من خلال تناول سم للفئران، وأخرى في السابعة والعشرين من عمرها من خلال تناول السم أيضاً.
وتفيد الإدارة المحلية في الإقليم بأن السبب وراء انتحار الفتاتين هو العنف الأسري، فلم تجدا طريقاً للخلاص غير الانتحار. وتقول رئيسة إدارة شؤون النساء المحلية في الإقليم نسيمة آرزو: "العنف الأسري يؤدي إلى تزايد نسب انتحار النساء، إضافة إلى التقاليد وغياب أية معايير لاختيار شريك الحياة أو تزويج الفتيات". تضيف: "منذ بداية هذا العام وحتى الآن، أقدمت 44 امرأة على الانتحار بذريعة أو بأخرى في الإقليم، وخسرت العديد منهن حياتهن. أما أولئك اللواتي عولجن، فقد يقدمن على الانتحار مرة أخرى، طالما أن الأسباب ما زالت قائمة".
اقــرأ أيضاً
وإحدى القصص التي تمّ تداولها هي قصة فتاة (18 عاماً)، أقدمت على الانتحار من خلال بندقية، بعد عام من الزواج في إقليم شبرغان. وتقول الإدارة المحلية إن السبب هو تردي العلاقة بينها وبين زوجها. في هذا السياق، يقول الناطق باسم الحكومة المحلية محمد رضا غفوري، إن الفتاة تتحدر من إقليم سربل وتزوجت في شبرغان. ومنذ زواجها، تواجه مشاكل مع أسرة زوجها، موضحاً أن أفراد الأسرة اعتقلوا للتحقيق معهم.
هكذا تزداد نسب الانتحار لدى النساء في أفغانستان، والأسباب هي العنف الأسري والفقر والبطالة وعدم احترام الزوجات، بعد حصول الآباء على أموال طائلة في مقابل تزويج بناتهم، لتتحول الفتيات إلى مجرّد سلعة. وفي ظل تكرار حوادث انتحار النساء المتزايدة، تقول الحكومة الأفغانية، وتحديداً وزارة شؤون النساء، إنها في صدد تطبيق خطة جديدة بالتنسيق مع وزارة الصحة بهدف تحسين حال المرأة ومساعدتها لمواجهة الأحوال الاجتماعية الصعبة التي تعيشها. تضيف أنها تستعد لفتح مراكز للنساء لتعليمهن وتثقيفهن حيال أمور تتعلق الزواج واختيار شريك الحياة، خصوصاً أن المرأة تواجه مشاكل وصعوبات كبيرة في هذا الإطار، وتتعلق بنواح مختلفة لجهة إبداء الرأي واختيار الشريك وغيرها.
وتوضح الوزارة أن هناك أموراً عدة لا بد من التركيز عليها لدى اختيار شريك الحياة، كالحالة الاقتصادية والعمر والحالة المعيشية والمستوى التعليمي. والمعضلة الأساسية هي أن هذه الأمور لا تعد أساسية لدى الأهل. على سبيل المثال، التعليم ليس أولوية لدى الآباء والأمهات في المناطق النائية. بالتالي، يسعون لإيجاد شريك حياة لبناتهم إما لأنهم يريدون المال، وهو ما يسمى في المجتمع الأفغاني وتحديداً في الجنوب بـ"ولور" (المال في مقابل تزويج الفتاة)، أو لأنهم يريدون فقط التخلص من أعباء بناتهم، وبالتالي لا يهتمون بمواصفات الزوج. في بعض الأحيان، تتم الزيجات من دون أن يتعرف أهل الفتاة على الزوج.
إلى ذلك، يذكر الزعيم القبلي في إقليم ننجرهار زين الله خان قصصاً لا تخص الفتيات فقط، بل كذلك الشبان. ويحكي قصّة شاب زوّجه والده من فتاة تتحدّر من قرية قريبة، وكان يدرس في إحدى الجامعات الحكومية. وما حدث أن والده أخبره عبر الهاتف أنه خطب له فتاة. بعد شجار طويل، حصل الزواج. وخلال الأسبوع الأول، أقدم الشاب على الانتحار، إذ لم يستطع اختيار شريكة حياته بحكم الأعراف. وعادت الفتاة إلى بيت والدها، لتتحول إلى خادمة لإخوانها طيلة الحياة بحكم الأعراف القبلية.
وفي ما يتعلّق بقرار الوزارة تأسيس مراكز لتثقيف الفتيات حيال أمور الزواج، يقول زين الله خان إن الأمر جيد، لكننا نحتاج إلى مراكز لتعليم الآباء، لأن الفتاة عاجزة أصلاً عن فعل شيء في ظل تمسك الآباء بالأعراف السائدة. كما لا يمكن أن تساهم تلك المراكز وحدها في إحداث تغيير ملحوظ. لذلك، لا بد من تحرك علماء الدين وزعماء القبائل. لدى الشريحة الأولى قدرة على الفصل في المجتمع الأفغاني، والثانية تمثّل الحكومة والسلطة في المناطق النائية التي تعاني من مشكلة مماثلة بصورة أكبر.
اقــرأ أيضاً
ولا شك أن لتلك المراكز تأثيراً كبيراً في المدن، وخصوصاً أن الحكومة، وتحديداً وزارة شؤون المرأة، تنظم مؤتمرات وندوات في مختلف مناطق البلاد، يشارك فيها علماء الدين، وكان آخرها في كابول قبل أيام، والموضوع أسس تكوين الأسرة من منظور الإسلام.
عادة ولور
يقول الزعيم القبلي في إقليم ننجرهار زين الله خان: "من بين العادات السيئة التي ورثها الأفغان جيلاً بعد جيل هي عادة ولور، واختيار الأزواج للبنات من قبل الآباء من دون التشاور معهن. ربّما من الأفضل أن يختار الأب الشريك، على أن تكون الفتاة راضية. والهدف الأساسي هو تحقيق مصلحة الفتاة ومستقبلها وليس أية مصالح أخرى".
وتفيد الإدارة المحلية في الإقليم بأن السبب وراء انتحار الفتاتين هو العنف الأسري، فلم تجدا طريقاً للخلاص غير الانتحار. وتقول رئيسة إدارة شؤون النساء المحلية في الإقليم نسيمة آرزو: "العنف الأسري يؤدي إلى تزايد نسب انتحار النساء، إضافة إلى التقاليد وغياب أية معايير لاختيار شريك الحياة أو تزويج الفتيات". تضيف: "منذ بداية هذا العام وحتى الآن، أقدمت 44 امرأة على الانتحار بذريعة أو بأخرى في الإقليم، وخسرت العديد منهن حياتهن. أما أولئك اللواتي عولجن، فقد يقدمن على الانتحار مرة أخرى، طالما أن الأسباب ما زالت قائمة".
وإحدى القصص التي تمّ تداولها هي قصة فتاة (18 عاماً)، أقدمت على الانتحار من خلال بندقية، بعد عام من الزواج في إقليم شبرغان. وتقول الإدارة المحلية إن السبب هو تردي العلاقة بينها وبين زوجها. في هذا السياق، يقول الناطق باسم الحكومة المحلية محمد رضا غفوري، إن الفتاة تتحدر من إقليم سربل وتزوجت في شبرغان. ومنذ زواجها، تواجه مشاكل مع أسرة زوجها، موضحاً أن أفراد الأسرة اعتقلوا للتحقيق معهم.
هكذا تزداد نسب الانتحار لدى النساء في أفغانستان، والأسباب هي العنف الأسري والفقر والبطالة وعدم احترام الزوجات، بعد حصول الآباء على أموال طائلة في مقابل تزويج بناتهم، لتتحول الفتيات إلى مجرّد سلعة. وفي ظل تكرار حوادث انتحار النساء المتزايدة، تقول الحكومة الأفغانية، وتحديداً وزارة شؤون النساء، إنها في صدد تطبيق خطة جديدة بالتنسيق مع وزارة الصحة بهدف تحسين حال المرأة ومساعدتها لمواجهة الأحوال الاجتماعية الصعبة التي تعيشها. تضيف أنها تستعد لفتح مراكز للنساء لتعليمهن وتثقيفهن حيال أمور تتعلق الزواج واختيار شريك الحياة، خصوصاً أن المرأة تواجه مشاكل وصعوبات كبيرة في هذا الإطار، وتتعلق بنواح مختلفة لجهة إبداء الرأي واختيار الشريك وغيرها.
وتوضح الوزارة أن هناك أموراً عدة لا بد من التركيز عليها لدى اختيار شريك الحياة، كالحالة الاقتصادية والعمر والحالة المعيشية والمستوى التعليمي. والمعضلة الأساسية هي أن هذه الأمور لا تعد أساسية لدى الأهل. على سبيل المثال، التعليم ليس أولوية لدى الآباء والأمهات في المناطق النائية. بالتالي، يسعون لإيجاد شريك حياة لبناتهم إما لأنهم يريدون المال، وهو ما يسمى في المجتمع الأفغاني وتحديداً في الجنوب بـ"ولور" (المال في مقابل تزويج الفتاة)، أو لأنهم يريدون فقط التخلص من أعباء بناتهم، وبالتالي لا يهتمون بمواصفات الزوج. في بعض الأحيان، تتم الزيجات من دون أن يتعرف أهل الفتاة على الزوج.
إلى ذلك، يذكر الزعيم القبلي في إقليم ننجرهار زين الله خان قصصاً لا تخص الفتيات فقط، بل كذلك الشبان. ويحكي قصّة شاب زوّجه والده من فتاة تتحدّر من قرية قريبة، وكان يدرس في إحدى الجامعات الحكومية. وما حدث أن والده أخبره عبر الهاتف أنه خطب له فتاة. بعد شجار طويل، حصل الزواج. وخلال الأسبوع الأول، أقدم الشاب على الانتحار، إذ لم يستطع اختيار شريكة حياته بحكم الأعراف. وعادت الفتاة إلى بيت والدها، لتتحول إلى خادمة لإخوانها طيلة الحياة بحكم الأعراف القبلية.
وفي ما يتعلّق بقرار الوزارة تأسيس مراكز لتثقيف الفتيات حيال أمور الزواج، يقول زين الله خان إن الأمر جيد، لكننا نحتاج إلى مراكز لتعليم الآباء، لأن الفتاة عاجزة أصلاً عن فعل شيء في ظل تمسك الآباء بالأعراف السائدة. كما لا يمكن أن تساهم تلك المراكز وحدها في إحداث تغيير ملحوظ. لذلك، لا بد من تحرك علماء الدين وزعماء القبائل. لدى الشريحة الأولى قدرة على الفصل في المجتمع الأفغاني، والثانية تمثّل الحكومة والسلطة في المناطق النائية التي تعاني من مشكلة مماثلة بصورة أكبر.
ولا شك أن لتلك المراكز تأثيراً كبيراً في المدن، وخصوصاً أن الحكومة، وتحديداً وزارة شؤون المرأة، تنظم مؤتمرات وندوات في مختلف مناطق البلاد، يشارك فيها علماء الدين، وكان آخرها في كابول قبل أيام، والموضوع أسس تكوين الأسرة من منظور الإسلام.
عادة ولور
يقول الزعيم القبلي في إقليم ننجرهار زين الله خان: "من بين العادات السيئة التي ورثها الأفغان جيلاً بعد جيل هي عادة ولور، واختيار الأزواج للبنات من قبل الآباء من دون التشاور معهن. ربّما من الأفضل أن يختار الأب الشريك، على أن تكون الفتاة راضية. والهدف الأساسي هو تحقيق مصلحة الفتاة ومستقبلها وليس أية مصالح أخرى".