تبّاً للمؤسسات الدولية

04 سبتمبر 2015
11.6 مليون سوري تركوا منازلهم (الأناضول)
+ الخط -
عاودت دول الشمال الغنية، وبعض من يدعي صداقة الشعب السوري وتأييد ثورته، للعب على مأساة السوريين بفتح باب الهجرة، ضمن ما يشبه مزايدة علنية لشراء المهاجري.ومع الاعتراف بالإنسانية المتأخرة لبعض الشعوب الأوروبية وترحيبهم بالسوريين في الساحات والملاعب، إلا أن ذلك لا يمكن معه إغفال أن دول القارة العجوز تسرق الشباب السوري، بل وتتسابق بعضها، لضخ الدماء الحارة في عروق مجتمعات تعاني من الشيخوخة ونسب نمو متدنية.
وإلا كيف لعاقل أن يبرر استقبال 300 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ بداية يناير/كانون الثاني الماضي، وأكثر من 2500 قضوا غرقا في البحر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، دون أن تبحث تلك البلدان ومعها الولايات المتحدة، عن حل لأصل المشكلة وإسقاط نظام بشار الأسد.
ما يجري من تهجير قسري بفعل ضغط الحصار المعيشي والقتل عبر البراميل المتفجرة، في أكبر كارثة تهجير في العالم، بحسب وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية، يشير إلى خطورة ما يحدث لسورية والسوريين، الذين فوارق نسب الطوائف فيهم تتغير في صالح الوافدين الجدد من قبل إيران.
نهاية القول، تباً لتقارير المؤسسات الدولية وضجيج كلامها، أمام ما يحدث من كارثة تطاول السوريين. لا يمكن أن تعوض ولا لأجيال أربعة قادمة، بعد أن ترك أكثر من 11.6 مليون سوري، منذ بداية الثورة منازلهم، منهم 7.6 ملايين نازح، وأكثر من 4 ملايين لاجئ وتعدى من هم بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة 12.2 مليون سوري، منهم 5.6 ملايين طفل.
وازدادت الاحتياجات الإنسانية في سورية إلى 12 ضعفا، منذ عام 2011، وبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي 9.8 ملايين شخص، وهنالك 11.6 مليون شخص بحاجة عاجلة للمياه والصرف الصحي، وحوالى 4 ملايين من النساء والأطفال دون الخمس سنوات، معرضون لخطر سوء التغذية، وأكثر من 220 ألف شخص خسروا حياتهم، وأصيب أكثر من مليون إنسان.
وأمام هذه الأرقام غير المسبوقة بالحروب والثورات، ينشغل العالم، مع صمت عربي مخيّب بطرق إيصال السوريين لبلاد الأحلام، أو بإعادة إعمار الحجر وتقاسم كعكة الخراب السورية.

اقرأ أيضا: ماذا تبقّى للسوريين؟
المساهمون