يخطط "فيسبوك" للدفع لأقلية فقط من الناشرين، الذين سيتم عرض عناوينهم في قسم الأخبار المرتقب، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن أشخاص مطلعين على الأمر.
وأثار هذا الكشف جدلاً جديداً في الأوساط الإعلاميّة، التي توجّه انتقادات لاذعة لـ"فيسبوك" و"غوغل"، على خلفية نشرهما الأخبار من دون دفع لقاء الملكيّة الفكريّة لوسائل الإعلام تلك، ما ساهم في خسارة ماديّة للمؤسسات عقب تحوّل المعلنين لشركات التواصل العملاقة.
وقسم الأخبار المتخصّص الذي سيظهر على شريط الأدوات أسفل تطبيق "فيسبوك" على الموبايل، سيُطلق نهاية أكتوبر/تشرين الأول الحالي، على أن يضمّ روابط قصص ومقالات من حوالى 200 مؤسسة.
وأوضح شخص مطلع على الموضوع للصحيفة، أنّ "فيسبوك" لم يخطط أبداً للدفع لجميع منافذ الأخبار، التي سيربط محتواها في قسم الأخبار. إذ إنّ الخطة مماثلة لما فعله "فيسبوك" مع قسم المشاهدة "ووتش"، والذي يتضمن مقاطع فيديو لا يدفع الموقع مقابلها. ومع مراعاة الشركات التي تملك مؤسسات إعلاميّة متعددة، سيدفع "فيسبوك" رسوماً لحوالي ربع المؤسسات التي ستشارك في إطلاق الخدمة.
ولا يزال "فيسبوك" يتفاوض مع العديد من الناشرين الكبار، وفي معظم الحالات ترتكز المحادثات حول مقدار المقالات التي سيسمح الناشرون بمشاركتها في تبويب "فيسبوك". ويريد الموقع من المؤسسات الإخبارية السماح بالوصول إلى جميع قصصها لإدراجها في علامة تبويب الأخبار، لكن بعض المنافذ وافقت فقط على الوصول المحدود.
وأوضحت الصحيفة أنّ الموقع يجري محادثات مع "داو جونز" (ناشر "وول ستريت جورنال") و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"باز فيد" و"هاف بوست" وغيرها. وأشارت إلى أنّ رسوم الترخيص التي يقدمها موقع "فيسبوك" تصل إلى 3 ملايين دولار سنويًا لمنافذ الأخبار المحليّة، ومئات الآلاف من الدولارات للمؤسسات الإقليمية، على أن تكون الصفقات لمدة ثلاث سنوات.
ويعتزم "فيسبوك" زيادة عدد الناشرين المشاركين في البرنامج مع تطوّره. وسيصبح التبويب أكثر قابلية للتخصيص، على أن يتضمّن في النهاية روابط من مشروع الأخبار المحلية على "فيسبوك" Today In.
لكنّ الشركة التي اتهمها المحافظون بالتحيّز سابقاً، تحاول إشراك أكبر عدد من الآراء في الخدمة. وعلى الرغم من عدم إدراج قصص من Infowars، إلا أنّ قصصاً من موقع "بريتبارت" اليميني المتطرف (Breitbart) قد تظهر في الخدمة.
وسيتم اختيار العناوين التي تظهر في قسم الأخبار على "فيسبوك" في بعض الحالات، بواسطة فريق من المحررين، وفي حالات أخرى من خلال خوارزمية الشركة. وسيتم الإشراف على قسم Top News الذي يحتوي على حوالي 10 عناوين، من قبل محررين بشريين بالكامل. وسيتم اختيار الأخبار في الأقسام الفرعية، مثل الرياضة أو الترفيه والاقتراحات بواسطة الخوارزمية. ولن تتضمّن خلاصة الأخبار أي إعلانات، على أن توجّه القراء إلى مواقع الويب الخاصة بالناشرين.
ويتطلع "فيسبوك" إلى توسيع فريق المنسقين الخاص به إلى حوالي 25 شخصاً، على أن يكون مقرهم في لندن، للعمل مع آن كورنبلات الحائزة على جائزة "بوليتزر"، والتي انضمت إلى "فيسبوك" في عام 2015، بعد أن قضت فترة في "واشنطن بوست"، و"نيويورك تايمز" و"بوسطن غلوب".
وتأتي الخطة في وقتٍ تتعرض فيه شركات التكنولوجيا لتدقيق مستمر وانتقادات لاذعة، بسبب عدم الدفع للناشرين. وقبل أيام، أعلنت شركة "غوغل" أنّها ستقوم بتعديل طفيف في كيفية عرض لمحات من التقارير الإخبارية في فرنسا، لكنّها لن تدفع رسوم ترخيص للناشرين، عندما تطبق البلاد قواعد جديدة لحقوق الطبع والنشر في الاتحاد الأوروبي.