عبّر الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عن انزعاج رسمي من قرار المغرب إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة جرادة، على بعد كيلومترات عن الحدود مع بلاده، ووصف ذلك بأنه "تصعيد مغربي"، ورفض إطلاق أية مبادرة باتجاه التقارب مع المغرب.
وقال تبون، في حوار تبثه قناة "فرانس 24" الفرنسية، مساء السبت، إن "العلاقات الجزائرية المغربية تعيش وضعاً غير طبيعي بسبب مواقف المغرب وتصعيده المستمر ضد الجزائر"، مضيفاً أنه "و بعد التصعيد اللفظي، نشهد تصعيداً أخطر يتمثل في بناء المغرب لقاعدة عسكرية قرب الحدود الجزائرية".
ورفض الرئيس الجزائري في المقابل تأكيد أو نفي ما إذا كانت الجزائر هي الأخرى بصدد بناء قاعدة أو قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب، بعد نشر وسائل إعلام جزائرية مقربة من السلطة معلومات عن قرار الجزائر إنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة المقابلة للمنطقة التي اختارها المغرب لبناء قاعدته في جرادة.
رفض الرئيس الجزائري في المقابل تأكيد أو نفي ما إذا كانت الجزائر هي الأخرى بصدد بناء قاعدة أو قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب
وأضاف تبون أنه "لن يبادر إلى فتح الحدود"، وقال: "الجزائر ليس لديها أي مشكل مع المغرب ولا مع ملك المغرب، و على المملكة أن تغير تصرفاتها إزاء الجزائر".
وجدد رفضه قيام الجزائر بإطلاق أية مبادرة تهدف إلى التقارب بين البلدين، لكون الجزائر لم تكن هي السبب في الأزمة الراهنة التي تعود إلى قرار المغرب غلق حدوده وفرض التأشيرة على الجزائريين عقب التفجير الإرهابي لفندق "أطلس آسني" بمراكش. لكن الرئيس تبون أوضح أنه لن يمانع الحوار مع المملكة الجارة، وقال إنه "مستعد لقبول أي مبادرة للحوار تطلقها الرباط".
وزاد قلق الجزائر بشأن القاعدة المغربية بسبب شكوك لديها بوجود خبراء إسرائيليين يعملون على إنشائها، كما كانت منظمة "العفو" الدولية قد أعلنت، قبل أسبوع، أن السلطات الجزائرية استخدمت برنامج تجسس إسرائيليّاً للتنصت على معارضين مغاربة.
وتأتي تصريحات تبون في خضم تزايد هذا القلق والتوتر الإعلامي والسياسي ،وهي لاحقة لنفس القلق الذي عبر عنه في وقت سابق مستشار وزير الاتصال، المتحدث الرسمي للحكومة، نور الدين خلاصي، والذي أكد، في تقدير موقف نشره في صحيفة جزائرية، أن بناء القاعدة العسكرية المغربية ، هو واحد من "ثلاثة تجاوزات بدرت أخيراً من الطرف المغربي تجاه الجزائر، و هي الإنجاز الجاري لقاعدة عسكرية للإنصات على الحدود الجزائرية، والانحراف الذي قام به قنصل المغرب بوهران لدى إدلائه بأن الجزائر هي بلد عدو، ونشر دراسة موسومة بـ(من أجل استراتيجية جديدة للدفاع المدمج في المغرب)، لمركز دراسات مقرب من القصر الملكي (منتدى الأبحاث المغربي)، اعتبرت الجزائر منافساً تاريخياً وعدواً دائماً وتهديداً عسكرياً ملموساً بالنسبة للمملكة، إضافة إلى إسبانيا شمالاً"، بحسب قوله.
وذهب المسؤول في الحكومة الجزائرية إلى القول إن "العلاقات مع المغرب غير طبيعية حتى وإن كانت العلاقات بين الشعبين مثالية، بسبب وجود نقطتي خلاف، وهما الصحراء الغربية والحدود البرية المغلقة"، مشيراً إلى أن "فتح الحدود مسألة تعد رغبة مغربية قوية أكثر مما هي جزائرية، غير أن السلطات الجزائرية تصر على أن فتح الحدود يبقى مرهوناً بتوضيح نقاط الخلاف عبر حوار هادئ و منفصل عن مشكل الصحراء".