تبرئة قتلة نساء في بريطانيا بسبب رواية "خمسون ظلاً للرمادي"

24 نوفمبر 2019
دق مقتل البريطانية جريس ميلاني ناقوس الخطر (فيل والتر/Getty)
+ الخط -
حذّر مدافعون عن حقوق المرأة في بريطانيا، من حصول الرجال على وسيلة مجانية لقتل شريكاتهم أو زوجاتهم، والتملّص من الجريمة، وفق ما يعرف بـ"القتل عن طريق الخطأ خلال العلاقة الجنسية".

وربط الناشطون الحقوقيون بين إفلات عدد من القتلة من العقاب وبين التأثير السلبي لشهرة رواية "خمسون ظلا للرمادي" للكاتبة إي أل جيمس، إذ بات بعض الرجال يزعمون أن زوجاتهم أو شريكاتهم أردن أن يتعرّضن للخنق أو الضرب أثناء العلاقة الحميمة.

وأوردت صحيفة "ذا تايمز" اليوم، عدداً من الحالات، التي نصح فيها محامون المتهمين بالقول إن ضحاياهم مُتنَ عن طريق الخطأ أثناء ممارسة الجنس القاسي بالتراضي، على غرار ما يجري في الرواية.

وطالبت مجموعة الحملات "لا نستطيع الموافقة على هذا"، ونواب وجمعيات نسائية، بحظر هذا النوع من الدفاع عن القتلة، والذي بات يعرف باسم "BDSM" اختصارا لكلمات "عبودية، وانضباط، وسادية، وماسوشية"، والتي تتضمنها الرواية الأولى من ثلاثية "خمسون ظلا للرمادي"، والتي بيع منها ما يزيد عن 150 مليون نسخة، وتحوّلت إلى أعمال فنية.

وتقول المجموعة إن "عدد حالات القتل والاعتداء في المملكة المتحدة، التي يستخدم فيها هذا النوع من الدفاع، زاد عشرة أضعاف منذ عام 2000، مرتفعا من حالتين كل عام إلى 20 حالة، وأنه استخدم منذ عام 1972، في 59 جريمة قتلت فيها نساء، وأدين نصف القتلة بتهمة أقل خطورة من القتل، وتمّت تبرئة اثنين منهم".

وزادت المطالبات عقب المأساة التي تعرّضت لها البريطانية جريس ميلان (21 سنة)، والتي قتلت في نيوزيلندا على يديّ شاب في السابعة والعشرين من عمره، التقته عبر موقع المواعدة "تيندر"، وانشغل الإعلام البريطاني مؤخراً بعرض أحداث المحاكمة.

وحاول الشاب، الذي وضع جثة ضحيته داخل حقيبة لإخفائها، التملّص من جريمته عبر القول إنّها طلبت خنقها أثناء الممارسة الجنسية، وأنّه قتلها عن طريق الخطأ، لكنه أدين يوم الجمعة الماضية، بتهمة القتل.

وتصدّرت قضايا قتل واعتداء على تسع نساء، استخدم فيها هذا النوع من الدفاع، عناوين الصحف البريطانية خلال الأسبوعين الماضيين، ومنها قضية رجل من ويلز، حصل على البراءة من جريمة خنق وضرب صديقته بوحشية، بعد أن قال إن هذا كان جزءًا من "لعبة جنسية"، وآخر ترك صديقته الشابة تموت متأثرة بنحو 40 إصابة، بما في ذلك نزيف مهبلي وكسور، فضلاً عن سجن ثلاثيني لمدة ثلاث سنوات وثمانية أشهر فقط، بعد إدانته بالقتل الخطأ.

وقالت مؤسسة مجموعة "لا يمكننا الموافقة على هذا"، فيونا ماكنزي، إن هذا النوع من الدفاع بات يستخدم "كبطاقة خروج مجانية من السجن" من قبل رجال لدى بعضهم تاريخ من إساءة المعاملة، مضيفة أن "هناك نوعا من التطبيع المفرط في استخدام العنف ضد المرأة خلال الجنس، وكأن العنف بات مقبولاً اليوم في القضايا".

وقالت أستاذة الجريمة الجنائية في جامعة غلوسترشير، جين مونكتون سميث، إنّ "هذا النوع من الدفاع ينبغي أن يثير الرعب في قلوب النساء، لأن هؤلاء الرجال يحصلون على تصريح مجاني في حال أرادوا قتل زوجاتهم أو شريكاتهم، وما عليهم سوى القيام بذلك ضمن لعبة جنسية حتى تتم تبرئتهم في المحاكم".

دلالات
المساهمون