تباين باجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن مسودة البيان الختامي "المسربة"... والبعض يتحفظ
قالت مصادر في الجامعة العربية إن وزراء خارجية اللجنة الرباعية، التي تضم كلاً من مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بدأوا اجتماعاً بمقر الجامعة منذ قليل، بحضور الأمين العام أحمد أبو الغيط، للتوافق حول صيغة مسودة البيان الختامي الذي سيعرضونه على اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر انطلاقه بعد قليل للحصول على موافقتهم عليه بشأن إدانة الممارسات الإيرانية في المنطقة.
وأكدت المصادر أن عدداً من الدول، يتراوح بين 4 و5، يبدي تحفّظا على المسودة التي سرّبتها المجموعة الرباعية لمشروع البيان الختامي.
وأوضحت المصادر أن"هناك دولا ترفض الموافقة على بيانات تحمل أي تصعيد أو تطاول لفظي تجاه إيران، لكونها ترتبط معها بعلاقات غير متوترة"، لافتة، في الوقت ذاته، إلى أن هناك إجماعا لدى تلك الدول على إدانة الصاروخ الباليستي الذي أطلقته جماعة الحوثي صوب الرياض، قبل أن يتمكن الدفاع الجوي السعودي من إسقاطه.
وأشارت المصادر إلى أن كلا من العراق وعمان ولبنان، التي يمثلها مندوبوها بالجامعة، في ظل غياب وزير الخارجية جبران باسيل، "ربما سيتحفظون على البيان الختامي إذا أصرّ ممثل المملكة على توجيه إساءات لفظية بحق إيران".
وحملت مسودة مشروع البيان الختامي التي سربتها المجموعة الرباعية قبل اجتماعها بأبو الغيط تكليف وزراء الخارجية العرب المجموعة العربية في الأمم المتحدة بالدعوة لعقد جلسة في مجلس الأمن لمناقشة "التهديدات الإيرانية لدول المنطقة".
وأورد البيان الختامي المسرّب أن وزراء الخارجية العرب "كلفوا المجموعة العربية في الأمم المتحدة إجراء الاتصالات اللازمة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة".
ودان البيان "قيام مليشيا الحوثي في اليمن بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع تجاه السعودية"، مؤكداً "التضامن مع السعودية وتأييد ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها القومي"، كما حذّر "إيران من مغبة استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة"، مشدداً على "ضرورة وقف طهران دعمها لمليشيا الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، والتوقف عن إثارة القلاقل في البحرين، والالتزام بتطبيق سياسة حسن الجوار".
وعُقد الاجتماع الطارئ، اليوم الأحد، بطلب من السعودية، وبتأييد من دولة الإمارات والبحرين والكويت، لبحث "ما تقوم به إيران في المنطقة العربية من أعمال تقوّض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره"، وفق الدعوة.
وتزايدت التوترات الإقليمية بين السعودية وإيران، بشأن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المفاجئة، وبعد تصاعد الحرب في اليمن.
وقرّر لبنان النأي بوزير خارجيته جبران باسيل عن الاجتماع الطارئ، اليوم الأحد، واكتفى بحضور مندوبه الدائم في الجامعة العربية أنطوان عزام.
وبحسب ما أكدت مصادر سياسية محلية لـ"العربي الجديد"، فإنّ القرار اللبناني "يأتي انسجاماً مع رغبة لبنانية في عدم تصعيد الموقف مع السعودية، ولكنّه لم يأت من فراغ، بل بعد تلبية المطلب اللبناني بمغادرة الحريري للرياض، بعد نجاح المسعى الفرنسي في تقديم حل وسط بين بقاء الحريري في الرياض وبين عودته إلى بيروت".
وجاء القرار اللبناني وسط استمرار أزمة استقالة الحريري، التي أعلنها بشكل مفاجئ، في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، في بيان متلفز تلاه من العاصمة السعودية الرياض، وانتقد خلاله إيران و"حزب الله" بشكل حاد.
ومن غير المعلوم ما إذا كان الحريري قد شارك في قرار مشاركة مندوب لبنان في جامعة الدول العربية في اجتماع، اليوم الأحد، بدلاً من الوزير باسيل.
وأمس السبت، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحريري، في قصر الإليزيه بالعاصمة باريس التي وصلها قادماً من العاصمة السعودية الرياض.
وقال الحريري، في بيان صحافي، عقب المحادثات مع ماكرون، إنّه سيطلق كل مواقفه السياسية النهائية من بيروت، بعد لقاء عون، الأربعاء المقبل، شاكراً الرئيس الفرنسي على استضافته وعائلته.
وسابقاً، سجّل لبنان والعراق والجزائر مواقف متمايزة عن الدول العربية، خلال الاجتماعات المُتعددة التي عُقدت تحت مظلة جامعة الدول العربية، وكان أبرزها العام الماضي عندما تحفّظ لبنان والعراق على قرار الدورة 145 للجامعة بـ"تصنيف حزب الله إرهابياً". كذلك تحفّظ وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق على إعلان الحزب "إرهابياً"، خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب بتونس في نفس العام.