تباين آراء السّوريين حول اجتماع المعارضة والنّظام في أستانة

19 يناير 2017
مؤتمر الأستانة فرصة سياسية جديدة (جورج أورفيليان/ فرانس برس)
+ الخط -
تعّددت آراء السّوريين المعارضين للنظام السوري بين مؤيدة ومعارضة لذهاب المعارضة إلى العاصمة الكازاخستانية الأستانة، من أجل التفاوض مع النظام السوري برعاية تركية روسية، وتكهّن البعض بفشل المفاوضات قبل بدئها، كل وفق رأيه الذي صرح به لـ"العربي الجديد".

 
ورأى الناشط شاكر المصري "أنّ المعارضة السورية المسلحة أُجبرت على الذهاب إلى الأستانة، رغم عدم ثقتها بموسكو، ولكن ليس لديها خيار آخر سوى الذهاب".


وأضاف المصري أن " اجتماع الأستانة سيكون مثله مثل الاجتماعات السابقة، ولن يفيد السوريين في شيء، لأن الطائرات الروسية ما زالت تقصف حتى الآن بعض المناطق في سورية، والنظام السوري والمليشيات الطائفية لا تزال مستمرة في حملتها العسكرية وخاصة في ريف دمشق، وعلى الرّغم من وجود هدنة وقّعت عليها الفصائل العسكرية وممثلو النظام لوقف إطلاق النار في سورية بضمانة تركية روسية."

 
من جهته، رأى النّاشط، عمار القدسي، أنّه "لا يجب فصل الذهاب إلى الأستانة عن تجهيز غرفة عمليات عسكرية. في حال فشل العمل السياسي في الأستانة تكون الفصائل جاهزة للعمل العسكري، وتكون قد رفعت الحرج عنها وعن حليفتها تركيا."

 


وفي السياق ذاته، قال الناشط باسل فؤاد: "أعتقد أن مؤتمر الأستانة لن يشكل فارقاً عن مؤتمر جنيف على الصعيد الميداني، وربما تتطلع فصائل المعارضة المشاركة في المؤتمر إلى تحقيق بعض المكاسب السياسية واللعب على الوقت في تحييد روسيا عن المعركة، بينما تتضح الملامح السياسية الأميركية الجديدة التي سيحدّدها الرئيس المنتخب " ترامب".

وزاد فؤاد أنه " إن كانت واشنطن ستواصل دعمها بتزويد الفصائل بالأسلحة النوعية، بعد انقطاعها بالفترة الأخيرة الماضية، فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير على مفاوضات الأستانة، وسيشكّل ضغطا على روسيا والنظام السوري، في حال تنفيذ الكونغرس قراراته الأخيرة التي تفيد بتزويد فصائل الثورة بمضادات الطيران".

 

واعتبر مدير المكتب الإعلامي في "فيلق حمص" عامر الناصر أن " اجتماع الأستانة ليس اجتماعا مصيريّا كما يعتقد البعض، القرار في النهاية هو للثورة السورية، لكنّ هناك واجباً ضرورياً وهو الحضور والتّفاوض سياسيا، وإيصال الرسالة الثورية الهادفة إلى إسقاط النظام ومحاكمة بشار الأسد، بحيث تكون لنا يد تكتب بالقلم، والأخرى على الزناد".

 

أما عضو الحراك الثوري في حمص، وسيم سعد الدين، فرأى " أننا لا نستطيع الحكم على الاجتماع مسبقا، لكني أظن أنه لن يكون كغيره، أتوقع أن يتم التوصل إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات".

 

بدوره، قال النّاشط، داني قباني، إن "الاجتماع هو تكرار لمبدأ لا خيار لكم أيها السوريون إلا ما نخيّركم به نحن، والفكرة تكمن بأن لا خيار آخر، في ظل الفرقة والانكسارات التي تمر بها المعارضة سوى بالذهاب، ولا بديل عن الاستماع لإملاءات الخارج سوى بالاتحاد ورفض الدعم المشروط، الأمر البعيد، إن لم يكن المستحيل، تحقيقه أو الوصول إليه، وفيما لو كان سيتمخض عنه ما يفيد السوريين".

ووأوضح قباني أنه" شخصياً لا أتوقع ذلك حتى لو كانت إحدى نتائجه الفعلية الأمن والأمان المفقودين منذ سنوات، فأولويّات السوريين حقيقة تتلخص في إطلاق سراح المعتقلين، وفك الحصار عن المحاصرين، ورحيل الطاغية وزمرته، ومحاسبة كل المجرمين." بينما يعتقد النّاشط، ياسر الدوماني، أنّ مؤتمر الأستانة فرصة سياسية جديدة إذا لم تتنازل المعارضة عن مبدأ الثورة السورية الرئيسي، وهو "إسقاط النظام السوري، ومحاسبة الأسد والانتقال لحكم حر"، لكنه توقّع فشل المؤتمر، "لأنّ إيران لا تريد نجاحه، ولم تكمل مخططها في سورية".

 

ويعتقد المواطن السّوري كمال الحمصي "أنّ الذهاب مضر وكذلك عدم الذهاب، لكن ضرر عدم الذهاب أكبر من ضرر الذهاب، وبرأيي المتواضع المؤتمر سيفشل لكن المعارضة اختارت أخفّ الضررين، وهي حركة أو خطوة ليست غبيّة أو غير مدروسة".

 

ومن المتوقّع أن يصل وفد المعارضة السورية إلى الأستانة، يوم الإثنين المقبل، لبدء جلسات المفاوضات مع وفد النظام السوري، حول عدة ملفات، منها تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في أنقرة نهاية الشهر الماضي.