تاكسيات المغرب الجديدة تثير جدالاً

21 اغسطس 2015
أسطول جديد اعترض البعض عليه (العربي الجديد)
+ الخط -

رحّب الكثير من المواطنين والسائقين في المغرب بأسطول التاكسيات (سيارات الأجرة) الذي انطلق قبل عدة أشهر، واستبدل ما كان يسيطر على الطرقات من سيارات قديمة. ومع ذلك فإنّ غيرهم لم يثن على الخطوة، بل وجد فيها بعض المشاكل.

وكانت السلطات المغربية، قد أطلقت، في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، عملية استبدال أسطول سيارات الأجرة الكبيرة التي تعمل منذ أكثر من 30 عاماً، بتاكسيات جديدة.

ولتشجيع سائقي السيارات القديمة على اقتناء التاكسيات الجديدة، قدمت الدولة لكل سائق مبلغاً يصل إلى 80 ألف درهم مغربي (نحو 8200 دولار أميركي) لشراء سيارة تاكسي جديدة يبلغ ثمنها 120 ألف درهم (نحو 12100 دولار)، أي أنّ على السائق أن يتدبر بنفسه الأربعين ألف درهم الباقية.

وعدا عن حداثتها، فإنّ الفارق الأساسي بين التاكسيات القديمة والجديدة، أنّ الأولى كانت تضم ستة مقاعد بالإضافة إلى السائق، والثانية تضم سبعة مقاعد بالإضافة إلى السائق.

وبمجرد العمل بالتاكسيات الجديدة في عدد من المدن الكبرى، خصوصاً في الدار البيضاء والعاصمة الرباط وسلا، خلال مرحلة أولى، قبل أن تجوب جميع مناطق المغرب، انطلق الجدل حول فعالية وجدوى العمل بسيارات الأجرة هذه. وبينما سارع كثيرون إلى استبدال سياراتهم، تمسك بعض السائقين بسيارته القديمة (مرسيدس 240).

ويتفق الكثير من السائقين في حديثهم لـ"العربي الجديد" على أنّ مشاكل المرحلة الانتقالية كثيرة. ويأتي على رأسها التمويل، واختلاف الصيانة وكلفتها. ويقول السائق محمد بنعدي: "أول مشكلة تعترض صاحب التاكسي الجديد، تكمن في الفارق الذي يتوجب عليه دفعه.. فمن أين للسائق الذي يعيش في أدنى مستويات السلم الاجتماعي أن يتدبر 40 ألف درهم ليقتني التاكسي الجديد؟". ويشير إلى أنّ "الكثيرين يضطرون إلى الاقتراض من البنك، ما يوقعهم في دوامة مالية أخرى".

بدوره، يلفت السائق علي المعناوي إلى أمر آخر يجعل من سيارته القديمة "حبيبته التي لا يريد الفكاك عنها"، وفق تعبيره، وهو أنّ قطع غيار السيارة الجديدة مكلفة جداً وغير متوفرة بسهولة، بخلاف سيارة الأجرة القديمة.

في المقابل، يجد سائقون آخرون في الاستبدال فرصة مواتية لتغيير ظروف العمل. ويقول السائق رشيد سيموح الذي استبدل سيارته لـ"العربي الجديد": "هذا التبديل يصب في مصلحة السائق. فالتاكسي الجديدة ستجذب الزبائن أكثر بالنظر إلى جودة السيارة وأناقتها".

كما يرحب مواطنون يستخدمون سيارات الأجرة بهذا التغيير. تقول إحدى المواطنات إنّ التاكسي القديم كان يحمل ستة ركاب، اثنان منهم في المقعد الأمامي إلى جانب السائق، وهو وضع يخلق ازدحاما منفراً، بل يكون خطراً على تركيز السائق أيضاً، وفي الخلف يزدحم المقعد بأربعة ركاب، عكس السيارة الجديدة التي تحمل سبعة ركاب، من دون أدنى ازدحام، بفضل طاقتها الاستيعابية الواسعة والمريحة.

من جهتها، تقول شابة تدرس في كلية الحقوق في سلا إنّها تجد راحتها أكثر عند ركوب سيارات الأجرة الجديدة. تضيف: "هذه السيارات تقلل من حوادث التحرش الجنسي الموجودة في السيارات القديمة المزدحمة بالركاب".

نقابياً، يشيد الكاتب العام لجمعية مشغلي وسائقي سيارات الأجرة، فؤاد الولجة، بخطوة تغيير أسطول سيارات الأجرة، لكونها تمنح مميزات كثيرة للسائق، مع تأمين ظروف عمل لائقة له، بالإضافة إلى ارتياح الركاب.

كما يقول الناشط النقابي في قطاع النقل العمومي، نور الدين لخضر، لـ"العربي الجديد" إنّ سيارات الأجرة الجديدة تحقق ثلاثة شروط رئيسية تجعلها أفضل من القديمة، أولها أنها أقل استهلاكا للوقود، وثانيها ملاءمتها أكثر للسلامة، وثالثها تلبية متطلبات الحفاظ على البيئة.

في المقابل، يعتبر نقابيون أنّ إطلاق التاكسيات الجديدة لم يجر التشاور حوله مع جميع الجهات المعنية بالقطاع. ويقولون إنّ الكثيرين لم تعجبهم نوعية السيارات (داسيا)، وكذلك واجهوا مشاكل مع تمويل فارق السعر المطلوب من السائقين.

اقرأ أيضاً: رحلة عذاب في مواصلات القاهرة 
دلالات