تاريخ عربي أوروبي.. مئة عام من ماذا؟

19 سبتمبر 2015
جيمس غيلاري، بريطانيا (1805)
+ الخط -

لا شك أن المشروع الذي أعلنت "الأمانة العامة لجامعة الدول العربية" نيّتها إطلاقه قريباً بالتعاون مع مؤسسة "متحف بلا حدود" الأوروبية من المشاريع ذات الأهمية من ناحية توثيقية وثقافية.

غير أن المسوّغ التاريخي لاختيار مئة عام تمتد من 1815 إلى 1918 للمشروع الذي حمل اسم "تاريخ مشترك: العالم العربي – أوروبا" هو ما يستحق التوقف عنده؛ فقد أعلنت الوزير مفوض سامية بيبرس -مدير إدارة حوار الحضارات بالجامعة- إن المشروع يستكشف ويدرس العلاقات بين العالم العربي والدولة العثمانية وأوروبا خلال هذه الفترة، أي ما يزيد عن مئة عام من التاريخ المشترك، الذي ما يزال يعد عاملاً أساسياً في تحديد العلاقات العربية الأوروبية حتى الوقت الراهن.

تتوقف الفترة التي ينوي المشروع تسليط الضوء عليها عند نهاية الحرب العالمية الأولى وقبل سايكس بيكو التي غيرت وجه المنطقة بالكامل، والتي تقول الكثير عمّا يحدد العلاقات العربية- الأوروبية الآن فعلاً، وما تلاها من استعمارات امتدت على الخارطة العربية، بعد تلك المئة عام – موضع اهتمام المشروع - المليئة بحملات الاستشراق وخلافه. 

فهل ستكون هناك مرحلة أخرى تغطي الفترة الأهم تاريخياً في علاقة أوروبا بالمنطقة؟ كما أننا لا نعرف كيف سيتناول المشروع المسائل الخلافية بهذا الصدد وفي هذه الفترة، وهل هناك جانب يعيد النظر في إرث ذلك القرن، إذ لا يكفي الإعلان عن هكذا مشروع دون اختبار كل ما سيخطر حوله من أسئلة.

ثلاثة سنوات استغرقها الإعداد للمشروع الذي سيتضمن عشرة معارض دولية افتراضية على شبكة الإنترنت تضم مجموعة من الأعمال الفنية والوثائق والصور التاريخية والقطع الأثرية والأبنية والمواقع.

تضيف الوزير أن الهدف الأبعد هو "بناء جسور التواصل بين مختلف الثقافات والحضارات من خلال الاعتماد على التاريخ الثقافي والتراث المشترك، كما أنه يسهم في تحقيق السلام وتعزيز الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين مختلف الأمم والشعوب".

الهدف البعيد للمشروع أكبر من أن تحقّقه بضعة معارض افتراضية، وربما آن الأوان أن يفكر القائمون على هكذا مشاريع في أهداف بسيطة ومعقولة ومنطقية بعيدة عن الكلمات الرنانة. قد يكون أهم ما في المشروع، توفير الوثائق للباحثين، إن كان ذلك وراداً، والفن للراغبين في الاطلاع عليه.

المساهمون