تاريخ تطوّر الماكياج

13 مايو 2016
(Getty)
+ الخط -
ت، إنّ "تاريخ الماكياج طويل، ويعود إلى أكثر من 6000ِ عام، على الأقلّ. وفي العصور القديمة، كان الرجال والنساء، على حدّ سواء، يستعملون الماكياج على الجلد".


فقد عكست مستحضرات التجميل لدى الفراعنة اهتمامهم بالجمال، وإعطاءهم قيمة كبيرة للمظهر الخارجي. واستخدامات الماكياج عرفت منذ العام 4000 قبل الميلاد، ازدهاراً في مصر. فالمصريون، رجالاً ونساءً على حد سواء، استخدموا الماكياج، وخصوصاً الكحل، وذلك كمرهم للحفاظ على رطوبة البشرة، ووقايتها من التجاعيد. وكان في اعتقادهم أنّ الكحل حول العين يُساعد على درء الأرواح الشريرة وتحسين البصر. ووصفه الأطبّاء المصريون لعلاج أمراض العين. وكان منتشراً، آنذاك، وضع لون أخضر داكن تحت العين، والكحل الأسود على الجفن العلوي، الذي كان يُصنع من حرق السخام واللوز، ومزجه مع أوكسيد النحاس ومع الرصاص.

واستخدم المصريّون القُدماء نوعاً من الصباغ الأحمر لدهن الشفاه والخدين باللون الأحمر المائل إلى البنفسجي. وكانوا يصنعونه من أعشاب البحر واليود والبرومين. وتشرح الخطيب، أنّ أحمر الشفاه وقتها كان ساماً، وأسفر عن إصابة واضعيه بالعديد من الأمراض الخطيرة، حتّى سُميت قبلة واضعيه بـ"قبلة الموت".
وكانت الملكة، كليوباترا، تضع أحمرَ شفاهٍ (كان مصنوعاً من نوعٍ من الخنافس) باللون الأحمر الداكن، مع إضافة النمل، ومادة مستخرجة من صَدف أحد الحيوانات البحرية. وكانت هي أوّل من أمر باستخراج الكحل من المعادن، وأحمر الخدود من الحديد الأحمر.

وتُكمل ريهام الخطيب، قائلة: "اخترع العالم العربي الأندلسي، أبو القاسم الزهراوي، أوّل أحمر للشفاه في العام 1000 بعد الميلاد. أما الحنّاء، فهي صبغة تستخرج من أوراق الشجر، وبراعم شُجَيرة الحنّاء، التي تتواجد في أفريقيا. وقد استخدمها الفراعنة لأغراض شتّى. فصنعوا من مسحوق أوراقها معجونة لتخصيب الأيدي وطلاء الأظافر وصبغ الشعر وعلاج الجروح".



وتضيف: "كذلك برع الرومانيون في تحضير مواد التجميل من مستخلصات الخضراوات والنباتات ومستحضرات صبغ الشعر والوجه، واستعملوا الحليب وخميرة العنب ومزيج الطباشير والرصاص الأبيض". وتشير الخطيب إلى أنَّ اليونانيين، أيضاً، اهتموا بصناعة مستحضرات التجميل، واستيراد العطور، ومساحيق الوجه من الرصاص الأبيض، والكحل للعيون، واللون الأحمر الفاتح للخدود والشفاه، بالإضافة إلى اهتمامهم الكبير بالشعر.

وتكمل، إنّه بعد العام 1600م، كانت المرأة الثريّة تستخدم مسحوقاً للوجه مصنوعاً من الزرنيخ، الذي كان أيضاً يُؤْكَل، فيمنح البشرة توهّجاً مثيراً، وفي الوقت نفسه، يُقصّر العمر، لأنّه سمّ قاتل.


أما بعد العام 1700 فقد تلفت بشرة كثيراتٍ، وفقدنَ الشعر، وظهرت مشاكل في المعدة وصلت إلى حدّ الموت، وذلك بسبب صناعة قلم رسم الحواجب، وأحمر وملمع للشفاه، من وصفات شعبية باستخدام الأعشاب والنباتات الأخرى، بالإضافة إلى الرصاص والزئبق.

في بريطانيا، كانت الملكة، إليزابيث الأولى، تطلي شفتيها بلون أحمر مستخرج من البق، وتسحق الحشرات وتفرك بها فمها للحصول على لمعان أحمرٍ مميّز، وتطلي وجهها بمسحوق الرصاص الأبيض.
المساهمون